طريقة طواف الافاضة

الحج ركن عظيم في الرسالة المحمدية، يكون في الأشهر الحرم و تحديداً في شهر ذي الحجة، الركن الأعظم فيه هو عرفات، و هذا يعني وقوف المسلمين في التاسع من ذي الحجة على جبل الرحمة و هو جبل عرفات، و الحج من اجمل وافضل شعائر الله تعالى المفروضة، ففيها نعلم حقيقة ما كان خليل الرحمن إبراهيم – عليه السلام – يفعله و نعلم مسوغاته، فهو ذكرى سنوية لأحداث قصة هذا الرجل العظيم الذي مر يوماً ما في تاريخ البشرية و ترك أثراً فيها لم يتركه أحد من العالمين، وهو أيضاً دعوة بحد ذاتها للانفتاح على الكون و معرفة خفاياه و التعرف على خالقه – جل في علاه – فمن عند أبونا إبراهيم بدأت قصة العالمية.

بعد الوقوف في المشعر الحرام أي بعد الوقوف على جبل عرفة، يأتي طواف الإفاضة و سمي بهذه الأسماء بسبب إفاضة الناس من منى إلى مكة المكرمة، و سمي بطواف الزيارة لان حجاج بيت الله تعالى الحرام يزورون بيت الله الحرام، كما ان هناك أسماء أخرى منها طواف الصدر و الفرض و الركن و الواجب. و قد ورد طواف الإفاضة في كتاب الله تعالى حيث قال ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) .

وقت طواف الإفاضة يكون بعد الإحرام و بعد الوقوف بعرفة، فقد طاف رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبيت العتيق في يوم النحر بعدما ذبح هديه و رمى جمرة العقبة ( الجمرة الكبرى ) و بعد ذلك طاف طواف الإفاضة في مكة المكرمة و صلى الظهر هناك، ورأي المختصين بالعلوم الشرعية أنه لا نهاية لوقت طواف الإفاضة، فهو يبدأ بعد الوقوف بعرفات، و لا ينتهي الحج إلا بطواف الإفاضة. كما أن الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – كان قد شرب من ماء زمزم بعدما طاف طواف الإفاضة. الكثير من الحجاج يطوفون طواف الإفاضة بعد رميهم للجمرات و قبل التحلل من الإحرام معلنين بذلك نهاية مناسك الحج.

طواف الإفاضة ركن عظيم من أركان الحج التي لا تتم إلا به، و الطواف عموماً يذكر الإنسان بالكون كله فكل شئ يدور و كأن الطواف شرع ليعرف الإنسان انه جزء من هذه المنظومة الكونية الدقيقة، التي صاغها الله تعالى بأحسن صورة و أحسن طريقة، ومن هنا يجب أن يشعر الإنسان بصغر حجمه مقارنة بالكون فهو كحبة الرمل على الأرض.