الصيام فريضة من الفرائض الرئيسية في الإسلام ومن أركان الإسلام الخمسة وهم الشهادتين وإقام الصلاة وصوم رمضان وايتاء الزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.
والصيام يأتي بعد الصلاة في الأهمية وفائدة وهو شهر يشعر فيه الصائم مع الفقير والمحتاج والذي لا يجد الطعام والشراب وفضائل الصيام كثيرة, ومشروعيته سامية وجليلة وقد حدده الله سبحانه وتعالى وجوباً في شهر رمضان وتطوعا في اى يوم من السنة الا في بضع مواضع مثل العيدين ويوم الشك ( وهو اليوم الذي يسبق رمضان).
وكما أن الصيام فريضة مثل الصلاة فهو له شروط وموجبات ومبطلات وأحكام خاصة تضبطه, ولكن قبل ذلك كله يجب الإنتباه الى أمر خطير, وهو أن الصوم بدون صلاة كالراعي بدون العصاة.هذا المثل الدارج والمعروف لدى الناس ولكن فعلياً فإن هناك اختلاف بين المذاهب الأربعة وجمهور العلماء على تارك الصلاة, فمنهم من كفرة ومنهم من وجده فاسقا ولا يخرج عن الدين الإسلامي, إلا أن الرأي الأرجح يقول بتكفير تارك الصلاة لقوله عليه الصلاة والسلام ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر بما أنزل على محمد) وبينهم هنا تعود على الكفار.
وهناك مجموعة من الأحاديث في هذا الشأن, وقد أحببت أن أذكر هذا الأمر في البداية لأنه لا صيام لكافر وتارك الصلاة لو قلنا بتكفيره كما قال بعض المذاهب فهذا يعني أن لا صيام لتارك الصلاة. وهذا لا ينفي أن دين الإسلام دسن تسامح ويسر ولكن ليس في كبائر الأمور. وبما أننا نتكلم عن مبطلات الصيام فإن أول مبطل ولغي للصيام هو ترك الصلاة. وبعد ذلك, وأن صلحت الصلاة فإن مبطلات الصلاة تقسم الى أكثر من نوع حسب مايترتب عليها من عواقب وكفارات وأثم.
النوع الأول وهو يبطل الصيام ويجب على صاحبة قضاء اليوم الذي أفطره وأخراج كفارة مع وقوع الأثم عليه بسبب أفطارة ومن هذه الأمور الجماع على الرجل والمرأة (إن كانت المرأة موافقة وبكامل ارادتها )وما يقترن به ويرتبط به من مقدمات ومؤثرات, كجلوس الرجل بين جوانب المرأة الأربعة حيث أن في هذا المقام حديث أن هذه الوضعية توجب الإغتسال.أو إنزال المني بقصد أو الأحتلام أو ممارسة العادة السرية لدى الذكور.
النوع الثاني ما يبطل الصيام ويجب معه قضاء اليوم ولكن دون كفارة أو أثم مثل الحيض والنفاس عند النساء أو مايشابهها. النوع الثالث ما يبطل الصيام ويجب معه قضاء اليوم ولكن دون كفارة مع وقوع أثم الإفطار مثل تناول المأكولات و المشروبات والتدخين بشكل متعمد حيث يشترط النية والتعمد في جميع الأمور حتى يثبت البطلان أو إنزال المني بقصد أو الأحتلام أو ممارسة العادة السرية لدى الذكور والقطرات الطبية التي تدخل الجوف من خلال الفم أو الأنف أو الرذاذ كبخاخ الأكسجين الذي يستعمل في أزمات الجهاز التنفسي أو البخور والعود ونحوها, أوالإبر المغذية التي تدخل في الدم أو القيء بشكل متعمد أو الحجامة مع نزول الدم. النوع الرابع ما يبطل الصيام ويوجب معه القضاء من غير كفارة أو إثم, وهذا يتمثل في حالة المرض عند تناول الأدوية.
ويرى العلماء أن هذه الأمور تستلزم النية للإفطار (كما في غيرها من العبادات التي تستلزم النية) والعلم به مع التكليف والوعي لأن الناسي مرفوع عنه القلم لقوله عليه الصلاة والسلام (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان) وكذلك فإن الكفارة تكون على الترتيب كما جاءت في القرآن الكريمأولاً العتق ثم صيام شهرين متتابعين ثم إطعام ستين مسكينا.
ويجب الإنتباه أن هناك أمور تفسد الصيام وتُذهب أجره لكن لاتبطله مثل الغيبة والنميمة وقول الزور والنظر المحرم والشتم والسب وقد قال عليه الصلاة والسلام ( ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش البذيء) أو كما قال عليه الصلاة والسلام, وقال ايضا ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) أي أن الإنسان يجب أن يستفيد من أجر الصيام كاملا ويحرص عليه دون التطرق ووسائل الى أمور تذهب بصيامة أو ببعض أجره لأن الله سبحانه وتعالى قال في الحديث القدسي الشريف وبما معناه ( كل عمل أبن أدم له الا الصوم فإنه لي وأنا أُجزي به).