كل الناس معرضون للخطأ و المعصية في حياتهم، و الخطأ قد يكون صغيراً و قد يكون كبيراً، و ليس هناك من هو معصوم عن ارتكاب الأخطاء سواء الصغيرة أم الكبيرة. و لقد عرض الله نفسه لنا على أنه الرحمن الرحيم غافر الذنب التواب العفو، و طلب من كل من أخطأ أن يعمل على التوبة والرجوع عن خطأه الذي أخطأه، و التوبة تكون بالندم على المعصية و عدم الرجوع إليها، فإن حدث و ضعفت نفسه و عاد لما كان عليه من سابق عهده، فيتوجب عليه أن لا ييأس من رحمة الله – عز وجل – بل يجب أن يعاود التوبة مرة أخرى عن هذا الذنب الذي أتى به، لأن الله يحب عباده و يفرح بتوبتهم أكثر من فرحهم هم بذلك.
كيف يثبت الإنسان على التوبة
و حتى يثبت الإنسان على التوبة و على ترك المعاصي و الابتعاد عنها، فيتوجب عليه أن يطلب من ربه أن يثبته على هذه التوبة، و أن لا يتركه وحيداً، بل يتوجب على الإنسان أن يكون ملحاً على الله بذلك، لأن السيطرة على النفس و كبح جماح الشهوات صعب جداً و من يثبت الله تعالى إيمانه هو من يفلح في ذلك، لذا توجب على التائب ان يكثر التقرب من الله تعالى و فعل الحسن من الأخلاق كما يتوجب عليه أن يكثر من العبادة و الدعاء بالتثبيت حتى يستجيب الله تعالى له و يرزقه التوبة الكاملة و البعد عن المعاصي نهائياً و بلا رجعة.
مع دعاء الله تعالى بالتثبيت على الطاعة و البعد عن المعصية، يتوجب الإنسان أن يقاوم شهواته و رغباته و يعمل قدر الإمكان أن يبتعد عن ما هى اسباب المعاصي و المنكرات، و كل شيءقد يؤدي لما كان يفعله من قبيح الأمور، و يستطيع فعل هذا بأن يربط الإنسان نفسه بكل تعرف ما هو مفيد و أن لا يترك و قتاً يخلو به مع نفسه، فالإنسان في أثناء عمل تعرف ما هو مفيد ينسى و ينشغل عن أي شيءآخر وبالتالي ينسى معصيته و المنكر الذي كان ياتي به و يقترفه قديماً قبل توبته و من الأمور المفيدة مساعدة الآخرين و الرياضة و الفنون و العبادة والقراءة والسفر والعمل وقضاء وقت مع العائلة أو مع الأصدقاء وما إلى ذلك من أمور نافعة تنفع الإنسان وتبعده عن المعاصي وتثبت نفسه على التوبة وحب الله تعالى وطلب جنته ورضوانه.
