البحث عن الكهرباء وفوائدها وأضرارها

عرف الناس الكهرباء منذ القدم ليس بماهيتها التي نعلمها حالياً ولكن عن طريق تأثيراتها التي لاحظوها كسمك الرعاد كما في الفراعنة الذين عرفوا هذه الأسماك، وقد عرف الناس أيضاً تأثيراتٍ للرعد أيضاً فكان العرب على سبيل المثال قد عرفوا البرق بأنّه شعاع من الكهرباء وأطلقوا عليه ذلك الاسم وهو الذي ذكر في القرآن الكريم أيضاً بهذا الاسم.

عرف الناس أيضاً منذ طاليس الفيلسوف اليوناني الأول تأثير ونتائج ما يُسمّى اليوم بالكهرباء الساكنة وبقدرة الكهرمان على جذب الغبار وغيرها، وعرف الناس أيضاً أنّ الكهرباء بإمكانها أن تنتقل عبر الأجسام الموصلة وهي التي كانت توصف لعلاج و دواء الصداع بلمس سمك الرعاد.

بدأت معرفة الكهرباء بوضعها الحالي في القرن السابع عشر حين ظهر بعض العلماء كأوتو والسير توماس براون، ومن ذلك الوقت ازداد البحث في ماهية الكهرباء وطريقة الاستفادة منها، وبدأت تظهر العديد من التطبيقات المختلفة على الكهرباء حتى وصلت إلى ما نحن عليه الآن، ومع ظهور أيّ اكتشاف أو اختراعٍ وتطور استخدامها تظهر العديد من الإيجابيات والسلبيات المختلفة لها، ولكن في حالة الكهرباء فقد كانت الإيجابيات طاغيةً بشكلٍ كبيرٍ على السلبيات ممّا جعل منها مصدر الطاقة الرئيسي في حياتنا اليومية.

للكهرباء العديد من الإيجابيات المختلفة والمتنوعة والتي جعلت منها مستخدمةً بشكلٍ كبيرٍ جداً وفيما يلي بعض هذه الإيجابيات:

• يمكن نقل الكهرباء بشكلٍ سريعٍ جداً ولمسافاتٍ طويلةٍ جداً، فعلى الرّغم من كون سرعة الإلكترونات وهي المسؤول الرئيسي عن التيار الكهربائي تعدّ بطيئةً جداً، إلّا أنّ الكهرباء والإشارات المغناطيسية تنتقل بسرعةٍ كبيرةٍ جداً تتراوح ما بين 50% إلى 99% من سرعة الضوء، فتوفر هذه السرعة الكبيرة جداً انتقال الكهرباء بشكلٍ سريعٍ جداً بين مكان توليدها ومكان استعمالها مهما ابتعدت هذه المسافة عن بعضها البعض.
• إمكانية تخزين الكهرباء وهي التي تتم عادة بشكلٍ غير مباشر كما في البطاريات التي يتم تخزين الكهرباء فيها عن طريق التفاعلات الكيميائية وإعادة استرجاعها مرةً أخرى وقت الحاجة عن طريق عكس هذه التفاعلات، أو بطرق ووسائل أخرى كما في المكثفات والتي تستخدم في الدوائر الكهربائية لتخزين وتفريغ الطاقة في حين انقطاع التيار الكهربائي.
• إمكانية توليد الكهرباء بشكلٍ سهل وفي اى مكانٍ، فعلى الرّغم من أن توليد الكهرباء بكمياتٍ ضخمة يحتاج إلى كلفةٍ مرتفعةٍ جداً، إلّا أنّ بإمكان أيّ شخصٍ أن يصنع أو يشتري مولداً كهربائياً بسيطاً لتوليد الطاقة الكهربائية أينما يحتاج.
• للطاقة الكهربائية مستقبلٌ واسعٌ في مجال الطاقة النظيفة، فمن المتوقع في المستقبل استخدام الكهرباء بشكلٍ كاملٍ كمصدرٍ للطاقة عن طريق توليدها بطرقٍ مختلفة ونظيفة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها.
• تعتبر الطاقة الكهربائية هي المسؤول الرئيسي عن التقدم التكنولوجي الهائل الذي نشهده في حياتنا في الوقت الحالي، فلولا الكهرباء لما شهدنا العديد من الاختراعات المختلفة، أو بالأحرى معظم الاختراعات التي نراها في حياتنا في الوقت الحالي كالحاسوب والتلفاز والمصباح الكهربائي والسهولة في نقل المياه وإيصالها إلى المنازل وحتى السيارات العاملة بالوقود وخاصةً العاملة بالبنزين والتي تعتمد على الكهرباء في تشغيلها.

كما ذكرنا سابقاً فإنّ سلبيات الكهرباء تعتبر قليلةً مقارنةً بمصادر الطاقة الأخرى المتوافرة من حولنا، ومع اتخاذ الإجراءات الصحيحة فبإمكاننا إلغاء جميع هذه السلبيات المختلفة، فسلبيات الكهرباء تكمن بشكلٍ رئيسيٍّ في المخاطر الناتجة عن استخدام الكهرباء.

• إنّ اولى سلبيات الكهرباء هي تعريضها لحياة الإنسان والممتلكات للخطر في حال عدم اتخاذ التدابير وإجراءات السلامة الخاصة باستخدام الكهرباء، فقد تسبّب الكهرباء أخطار الموت في حال ملامسة الشخص للأسلاك الكهربائية أو بعض الحرائق أو غيرها، وأمّا السلبيات الأخرى فتكمن في الأجهزة التي تعتمد على الكهرباء وليس في الكهرباء ذاتها.
• تكمن السلبية الأخرى في الكهرباء في طرق ووسائل توليدها الحالية؛ فعلى الرّغم من كون الكهرباء صديقةً للبيئة في ذاتها، إلّا أنّ طرق ووسائل توليدها الحالية والتي تعتمد بشكلٍ رئيسيٍّ على المشتقات النفطية والطاقة النووية جعلت من توليدها أخطر ما يمكن على بيئة الأرض، ولكنّ مصادر الطاقة البديلة لتوليد الكهرباء تعتبر حلّاً مثالياً للتخلص من مضار توليد الطاقة الكهربائية.
• توجد بعض الدراسات التي تُبيّن مخاطر الحقل الكهرومغناطيسي المحيط بالتيارات الكهربائية، وما زال يوجد جدلٌ كبيرٌ في هذا المجال، بحيث إنّها توجد بعض المخاوف من أنّ هذه الحقول المغناطيسية تسبب السرطانات، وأنّ الحقول المغناطيسية العالية قد تسبب أذىً في صحة الإنسان.
• إنّ هناك سلبيةً أخرى للكهرباء هي الاعتماد الكليّ عليها في حياتنا الحالية؛ بحيث إنّ انقطاعاً بسيطاً في الكهرباء يسبّب تعطل الحياة بشكلٍ كامل وقد يسبب خسائر ماديةً كبيرةً على مستوى الأفراد والدول.