يتكون الجنين في البداية كما نعلم جميعا من البويضة والحيوان المنوي في الأساس واللذان يشكلان معا خلية واحدة تمتاز بقدرتها على الانقسام وتكوين جميع أنواع الخلايا التي تشكل جسم الإنسان باختلاف أنواعها وتعددها، فتبدأ هذه الخلية بالانقسام إلى خلايا أخرى لها نفس القدرة على الانقسام أيضا إلى مختلف خلايا الجسم وهذه الخلايا هي ما تعرف باسم الخلايا الجذعية.
فالخلايا الجذعية عدد من الخلايا والتي يتكون منها الجنين على وجه الخصوص ولها القدرة على الاختصاص إلى مختلف الخلايا في الجسم بمختلف أشكالها ووظائفها، وتسمى هذه الخلايا التي تستطيع التخصص إلى جميع أشكال الخلايا بالخلايا الجذعية كاملة القدرة، أما الخلايا التي تنقسم إليه الخلايا كاملة القدرة بعد عدة مراحل والتي تشكل المراحل الأولى من الجنين هي الخلايا الجذعية وافرة القدرة ولكنها لا تستطيع تكوين الجنين بمفردها كالخلايا الجذعية كاملة القدرة.
وبعد عدد من الإنقسامات تصبح هذه الخلايا عبارة عن خلايا جذعية متعددة القدرات وهي خلايا تستطيع الانقسام إلى مجموعات الخلايا المختلفة كخلايا العظام او خلايا الدم فهي تعتبر أكثر تخصصا من الخلايا الجذعية الأخرى.
ويقوم العلماء بتقسيم الخلايا الجذعية إلى قسمين رئيسيين هما الخلايا الجذعية البالغة والتي توجد في أجسام الأشخاص البالغين أو الأطفال على حد سواء، والخلايا الجذعية الجنينية والتي يتم الحصول عليها من مصادر كالحبل السري للأجنة أو الأجنة الميتة أو غيرها، وتمتاز الخلايا الجنينية بقدرتها على الاختصاص إلى مختلف خلايا الجسم بعكس الخلايا البالغة التي تقوم بالختصاص والانقسام إلى نوع الخلايا التي تم أخذها منها.
وتعد الخلايا الجذعية من العلاجات الواعدة في المجالات الطبية والتي يتم إجراء العديد من الأبحاث عليها وعلى طرق ووسائل الإستفادة منها لعلاج و دواء مختلف الأمراض المستعصية، ويعود السبب في ذلك كما أسلفنا ألى قدرة هذه الخلايا على الانقسام إلى مختلف أنواع الخلايا في جسم الإنسان، فهي تعد أحد الحلول الواعدة في مجال الطب والذي ينظر إليها العالم بأمل أن توفر علاجا واحدا وكاملا لجميع الأمراض المستعصية .
ومن الأمراض التي يتم علاجها في الوقت الحالي باستخدام الخلايا الجذعية هي نخاع العظم وأمراض القلب والشرايين إذ أثبتت الدراسات ارتفاع معدلات ضخ الدم بعد إجراء عمليات زراعة الخلايا الجذعية بشكل ملاحظ، كما أنه يتم استخدامها لعلاج و دواء بعض التشوهات التي تحصل في الإنسان كالتشوهات الجلدية إذ أنها ساعدت في استرجاع معظم الجلد المفقود نتيجة للتشوهات والإصابات الجلدية.
ومن الأمور الأخرى التي يتم إجراء الأبحاث عليها في مجال العلاج و دواء باستخدام الخلايا الجذعية هي علاج و دواء غضروف الركبة عن طريق أخذ الخلايا الجذعية من المصاب وزراعتها حتى تتحول إلى مادة هلامية يتم حقنها في المصاب وتتطور لتشكل غضروفا للركبة، كما أنه يتم إجراء الأبحاث على الخلايا الجذعية للاستفادة منها في علاج و دواء مختلف أنواع السرطانات كسرطان الدم.