العسل
الحشرات عالمٌ من خلق الله سبحانه وتعالى منها تعرف ما هو ضارٌ للإنسان كالبق والبعوض ومنها ما مفيدٌ له كحشرة النحل التي وردت سورةٌ باسمها في القرآن الكريم للدلالة على عظيم فائدتها فيما تُنتج، وأيضاً لأنّها من أرقى الكائنات الحيّة التي تمتلك نظاماً للحياة وِفق قوانين وأحكامٍ خاصّةٍ بمملكة النحل وأوامر مَلِكَتها، ومن عظيم قدرة الله أن النَّحل تبني بيوتها في الجبال وعسَّلها هو احسن وأفضل أنواع العسَّل على الإطلاق، أو في الأشجار، أو في العرائش كما ذكرت الآية في سورة النَّحل
إنّ المادة الطبيعيّة التي يُنتجها النحل تسمى العسّل؛ وجاء لفظ العسّل في القرآن الكريم مرةً واحدة في الآية الخامسة عشرة من سورة محمد، كما أمر الرسل صلى الله عليه وسلم بالتدواي بالعسل لكل داءٍ ومرضٍ.
تختلف ألوان العسَّل وأسماؤه على حسب رحيق الأزهار الذي يتغذّى عليه النَّحل؛ فهناك عسَّل السَّدر، وعسَّل القَبَّار، وعسَّل حبة البركة؛ ولو تتبّعنا أنواع العسل لوجدنا أنّ كل عسل يسمّى بإسم الزهرة أو النبات الذي يتغذّى عليه.
طريقة صُنع العسَّل
- بناء خلية النَّحل السداسيّة الأوجه وبداخلها غُرف سداسيّة وتُعرف بشمع العسَّل.
- التنظيم الإداريّ في مملكة النَّحل يقتضي أن تقوم الشغّالات بالخروج جماعاتٍ للالبحث عن حقلٍ أو مرعى مليء بالأزهار، وعندما تجد المرعى المناسب تبدأ كلّ شغَّالة بإمتصاص رحيق الأزهار وتخزينه في معدتها، وتستطيع كل واحدةٍ تخزين ما متوسّطه أربعين ملليغرام من الرحيق وتجمع هذه الكمّيّة من خلال تنقلها من زهرةٍ إلى أخرى بسرعةٍ تصل إلى حوالي أربع وعشرين كم/ساعة.
- الرحيق المُخزَّن في المعدة؛ تتمّ معالجته وتخليصه من كلّ الشوائب ومن حبوب اللقاح بواسطة صمّام يعمل بشكل دائريّ، وبعد تنقيته تفرز عليه الإنزيمات ليتمّ تحويله إلى عسَّل أوليّ.
- عند وصول الشغّالات الجامعة للرحيق إلى بيت النَّحل تُسلّم العسل الأوليّ أو الجزئيّ عن طريق الفم إلى الشغّالات المنزليّة التي تقوم بدورها بعمليّة تجهيز للعسَّل عن طريق مضغ العسَّل الأولي وإخراجه، ثمّ إعادة مضغه وهكذا إلى أن يتخلّص من الماء والرطوبة، ثمّ تفرغه في المكعّبات السداسيّة.
- تحويل الرحيق إلى عسَّل، بعد إفراغ المادة الممضوغة في المكعّبات تقوم الشغّالات المنزليّة بتوفير التهوية اللازمة لهذه المادّة، كما تقوم بإفراز الإنزيمات التي تحولها إلى عسَّل وهما إنزيم الجلوكوز أوكسيديز وإنزيم الأنفرتيز؛ وتستمرّ هذه العمليّة من يوم إلى يومين.
- بعد إتمام عملية النُّضج للعسَّل تقوم الشغالات المنزليّة بتغطية وجوه المكعّبات السداسيّة المحتوية على العسَّل بغطاء شمعيّ غير منفّذ لحماية العسَّل من الرطوبة والتلف ويُعرف بالرحيق أو العسَّل المختوم.