دائماً ما تلازمنا ظلالنا أينما ذهبنا و في جميع الأوقات و الأزمان ، فهو أكثر شيء في هذه ملازمةً لنا و لا يتخلى عنا ، لكن متى تتخلى عنا ظلالنا ؟
إن أهم مصدر لظهور الظل هو الضوء ، لذلك دائماً يتخلى ظلنا عنا في الظلام ، و كذلك في النهار عندما تكون السماء غائمة ، فعندما تنظر إلى ظلك ستجد أنه اختفى، و نلاحظ أحياناً أن ظلنا يكبر و يصغر ، و يتخذ أشكالاً غريبة أحياناً أخرى ، لكنه معنا على الدوام ، فتعرف ما هو الظل ؟
الظل هو ذلك المكان المظلم الذي ينتج عند إعتراض الضوء لأي جسم معتم، و يتخذ هذا المكان شكل الجسم الذي إعترضه ، و يلازمه باستمرار طالما مصدر الضوء موجود .
و لكن كيف يتكون الظل ؟
كما نعلم أن الضوء يسير في خطوط مستقيمة ، و عند اعتراض أي جسم معتم مسار الضوء القادم من أحد مصادر الضوء في اتجاه واحد ، فإن هذا الجسم يعمل على احتجاز الضوء عن منطقة معينة ، و ينشأ مكان مظلم يتخذ شكل الجسم المعتم ، ألا و هو الظل .
و نلاحظ دائماً أن الجانب من الجسم الالذي تعرض لمصدر الضوء يكون مضيئاً ، بينما الجانب الآخر يكون واقعاً في الظل ، و هذا ما يعرف بالظل الحقيقي ، و الظل الحقيقي ؛ هو ذلك الظل الذي يلقيه الجسم بنفسه على نفسه ، و من ثم يقوم هذا الجزء المظلل بإلقاء ظل على الأرض أو أي مستوى أو جسم آخر ، و يسمى هذا الظل بالظل الساقط ، أو الظل الظاهري .
لكن ما هو سبب تغير أماكن وجود الظلال خلال فترات مختلفة من النهار ؟
السبب هو موقع الشمس ، فنلاحظ دائماً أن الشمس عندما تطلع من جهة الشرق صباحاً ، و حتى منتصف النهار ، تكون الظلال في جهة الغرب ، أما إذا بدأت الشمس بالحركة نحو اتجاه الغرب ، فإن الظلال تتحرك باتجاه الشرق ، و ذلك لأن الظلال دائماً تكون في الجهة المعاكسة لمصدر الضوء ، بسبب احتجاز الجسم للضوء عن تلك الجهة .
نلاحظ بأن ظلالنا يتغير حجمها خلال اليوم ، فعند شروق الشمس تكون الظلال أطول ما يمكن ، و عندما تصل الشمس إلى منتصف السماء ( أي فترة الظهيرة ) ، نلاحظ أن ظلالنا تكون أقصر ما يمكن ، ثم ترجع بالإزدياد مرة أخرى مع حركة الشمس نحو الغرب ، فتعرف ما هو السبب ؟
السبب في ذلك هو تغير زاوية ارتفاع الشمس ، فعندما تكون زاوية ارتفاع الشمس قليلة ، تكون الظلال أطول ما يمكن ، و ذلك يحدث عند شروق الشمس و غروبها ، أما إذا كانت زاوية ارتفاع الشمس عالية فإن الظلال تكون أقصر ما يمكن ، كما يحدث في وقت الظهيرة عندما تكون الشمس في منتصف السماء .