من نعم الله سبحانه و تعالى على كثيرٍ من النّاس أنّهم يتربّون صغاراً و منذ نعومة أظافرهم على دين الله و قراءة القرآن ، فترى كثيراً من الآباء يحرصون على تلك المسألة في تربية أبنائهم ، فترى هؤلاء الأبناء مهما انحرفوا عن منهج الله و تركوا الصّلاة ، فإنّه يأتي يومٌ و يعودون إلى طريقهم الذي رسمه لهم آباؤهم ، و ترى آخرين ينشؤون نشأةً بعيدةً كلّ البعد عن التّربية الدّينيّة و الصّلاة ، فلا يحرص آباؤهم على تربيتهم على ذلك ، و لا يحرصون على تعليمهم الصّلاة و غيرها من العبادات ، و تتعدّد ما هى اسباب ذلك منها اغتراب الآباء أنفسهم عن دينهم و بعدهم عنه ، و فاقد الشّيء بلا شكٍ لا يعطيه ، و قد يكون السّبب بعد الآباء عن أبنائهم و قضائهم أوقاتاً طويلةً في كسب القوت و الرّزق بعيداً عنهم و عدم وجود وقتٍ لتعليم الأبناء و تربيتهم ، و بالتّالي فإنّ الأبناء الذين يتربّون في تلك الأسر يكونون بلا شكٍّ ضحيةً ، و يحتاجون لمن يدلّهم و يرشدهم ، فتعرف ما هو دور الفرد و المجتمع اتجاه من لا يصلّي ؟ .
يتبادر لأحدنا حين يرى شخصاً ما لا يصلّي أن يذكّره بأهميّة الصّلاة ، فهي الرّكن الثّاني من أركان الإسلام ، و هي أوّل شيءٍ يسأل عنه المرء يوم القيامة فإذا حفظها حفظه الله و إذا ضيّعها ضيّعه الله ، كما يبيّن له أهميّة الصّلاة من حيث أنّ عدداً من العلماء كفّر تارك الصّلاة تكاسلاً لقول النّبي صلّى الله عليه و سلّم بين الرّجل و الكفر ترك الصّلاة ، فمن تركها فقد كفر ، كما أنّ المسلم قادرٌ على نصح أخيه المقصّر في الصّلاة و التّارك لها ببيان حقيقة زوال الدّنيا و انتهائها ، و حقيقة الموت الذي كتبه الله على جميع عباده ، و تذكيره بوعيد الله للفاسقين من الأمّة و عذابه ، مع بيان فوائد الصّلاة على النّفس و الجسد ، فالصّلاة تشرح الصّدر و تزيل الكرب و الهمّ ، و قد كان النّبي عليه الصّلاة و السّلام ينادي بلالاً بقوله أرحنا بها يا بلال ، ففي الصّلاة الرّاحة و الطّمأنينة ، كما أنّها رياضةٌ عجيبةٌ للبدن تكسب المسلم النّشاط و الحيويّة دائماً .
