جعل الله للمسلمين يوما دون سائر الأيام يجتمعون فيه، ويجعل لهم فيه لقاء علمي يتداولون فيه أمورهم الحياتية والعلوم الحديثة والتذكير بالله، وجعله الله من الفرائض على المسلمين حيث يجب الذهاب لصلاة الجمعة وسماع خطبتها والقيام بصلاة الجمعة التي تقع في ركعتين أساسيتين لأداء فريضة الصلاة في ذلك اليوم، ومن الأمور المختلف فيها في يوم الجمعة ومنها صلاة ركعتا السنة في يوم الجمعة وهي التي يمكن أن نقول عنها صلاة السنة القبلية لصلاة الظهر المركبة من ركعتين يصليها المسلمين في الأيام العادية غير يوم الجمعة.
اختلف العلماء في صلاة السنة يوم الجمعة حيث قالوا كثيرا بأن صلاة السنة ليست من الواجبات التي يجب القيام بها يوم الجمعة قبل الصلاة، وقالوا بضرورة صلاة تحية المسجد ولكن السنة القبلية للصلاة غير موجودة واستدلوا بذلك بأن الخطبة من الفروض الأساسية التي تقدم دائما على السنن المختلفة، فصلاة السنة القبلية من السنن المؤكدة ولكن الخطبة والسماع لها من الفروض ومنطقيا في أصول الفقه يتقدم الفرض على السنة حتى ولو كانت سنة مؤكدة.
بعض آخر من العلماء قالوا بضرورة وجود ركعتا السنة القبلية لصلاة الجمعة، ولكن رأيهم في ذلك ضعيف للغاية، وبعضهم شذ كثيرا في القول فقال بوجوب صلاة السنة قبل أذان الظهر الثاني وهذا غير ممكن لأن صلاة السنة لا تكون سنة أبدا إذا كانت الصلاة قبل الوقت المعلن عن الآذان الرسمي للصلاة، وبالتالي لا يصح أن تكون الصلاة في ركعتا السنة القبلية في يوم الجمعة حيث لا يمكن القيام بها قبل الأذان.
ومن الواجبات التي يتم وضعها في الحسبان يوم الجمعة التزين للصلاة والذهاب باكرا للمسجد، والسير خطوة خطوة إلى المسجد في هدوء، وقراءة سورة الكهف والأذكاء يوم الجمعة، والصلاة على سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم والاكثار من الصلاة عليه في ذلك اليوم، ويقدم التحيات والسلام للناس في ذلك اليوم القيم عالي التقدير في قلوب المسلمين، ومن المحاذير الذي يجب الامتناع عنها في يوم الجمعة والصلاة والسماع للخطبة في يوم الجمعة بانصات وانتباه، كذلك من المؤكدات التي يجب على المسلم التحلي بها في يوم الجمعة أن يصلي ركعتا تحية المسجد والتي تكون عند دخوله المسجد وكان صلى الله عليه وآله وسلم يأمر المسلمين عند الدخول إلى المسجد وهو يخطب في المسجد بأن يقوموا بصلاة تحية المسجد قبل الجلوس لسماع الخطبة، ولكن صلاة سنة الجمعة التي تسبق الصلاة المفروضة من يوم الجمعة يذهب غالب الرأي فيها إلى عدم وجوبها وعدم القيام فيها وتقديم سماع الخطبة والجلوس للسماع للخطيب بدل صلاة ركعتي السنة لما ذكر قبل قليل من تقديم الفرض على السنة، ويجعل هذا الأمر محصور بين أمرين ركعتا تحية المسجد التي تتم بوصول الشخص إلى المسجد فورا قبل البدء في الاستماع للخطبة، وفرض سماع الخطبة وصلاة ركعتا الجمعة المفروضة.