تعتبر مرحلة المراهقة التي يمرّ بها جميع النّاس من أصعب المراحل في حياة الإنسان، فهي مرحلة تشمل على عدد من التّغييرات الفسيولوجيّة والنّفسيّة والتي تؤثّر على تفاعل المراهق مع محيطه، فالمراهق يجد نفسه فجأةً وكأنّما تغيّرت الدّنيا في وجه، كما أنّ رؤيته للعالم من حوله تتغيّر، فيصبح في نفسه رغبات للجنس الآخر، كما يصبح عدوانيّاً نوعاً ما، وتتشكّل عقليته بشكلٍ كبيرٍ في هذه المرحلة وتصبح مداركه نحو الحياة والنّاس أوسع، ويعتبر التّعامل مع المراهق تحدّياً للكثير من الآباء، وكثير منهم لا يحسنوا التّعامل مع ابنهم المراهق ويظنّوه ما زال صغيراً يتلقّى الأوامر منهم وينفّذها كما يشاؤون، وهذا المفهوم وتعريف ومعنى بلا شكّ خاطىء ويجب تغيره، ويجب التّركيز على الأمور التّالية في التّعامل مع المراهق :
- إدراك التّغييرات التي حصلت للمراهق وفهمها، فحينما يدرك الأبوين ما حصل لابنهم المراهق من تغييرات جسمانيّة ونفسيّة تستدعي منهم تغيير أسلوب التّربية وتغيير الأساليب التي كانوا يعتمدونها للتّعامل والخاطب مع ابنهم المراهق فإنّ ذلك يساهم مساهمةً فاعلة في نجاح عمليّة التّربية .
- تغيير لغة التّخاطب، وإنّ لكلّ عمر ومرحلة أسلوب في التّخاطب، فالمراهق لا يخاطب كما يخاطب الطّفل، ذلك بأنّ المراهق يرى نفسه وكأنّه أصبح رجلاً متحمّلاً للمسؤوليّة، وبالتّالي فإن أيّ تخاطب معه بدون مراعاة هذا الجانب قد ينتقص من شخصيّته ويؤثّر عليه مستقبلاً، كما أنّ للمحاورة دورٌ هامٌ في هذه المرحلة، فيجلس الأب أو الأم مع ابنهم المراهق ويحاوروه باسلوبٍ يشعره بالأهميّة والإحترام، فإذا شعر المراهق بذلك تراه أصبح مهيّئاً ومستعداً لتقبّل النّصح والإرشاد .
- إشعاره بالمسؤوليّة، فمن الأمور التي تساهم إسهاماً هامّاً في تشكيل عقليّة المراهق تحميله جزءاً من المسؤوليّة الملقاة على عاتق الأبوين مع مراقبته في ذلك، فالمراهق حين يشعر بأنّه مسؤولٌ عن عددٍ من المهام فإنّ ذلك يشعره بأهميّته في الحياة، وبالتّالي يتشارك المسؤوليّة مع والديه بكلّ محبّةٍ وقناعة .
0*القدوة الحسنة، وإنّ من أعظم الوسائل في تربية المراهق والتّعامل معه أن يكون الأبوين قدوةً له فيحرصوا على أن يظهروا له صالح الأعمال حتى ينظر إليها ويقتدي بهم فيها، ويكون هذا الأسلوب أبلغ في النّفس من كثيرٍ من الأساليب التي قد تصل إلى المراهق بشكلٍ خاطىء، كأن يحتدّ الأبوين حين ينصحون ابنهم بشكلٍ يجعله ينفر من النّصيحة ويبتعد عن العمل الذي يراد توجيه له، وعموماً تحتاج هذه المرحلة للكثير من الحكمة والأناة .