تعرض المسلمون في مكة المكرمة إلى التعذيب من قبل كفار قريش، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، يسمى هؤلاء المسلمون الذين هاجروا من مكة بالمهاجرين، ومن ناصرهم في المدينة المنورة هم الأنصار. كان عدد المهاجرين قليلا؛ حيث كانت الهجرة على فترات حتى لا ينكشف أمرهم من كفار قريش، فكان أول من قدم المدينة من المهاجرين هو الصحابي مصعب بن عمير رضي الله عنه الملقب بسفير الإسلام ومقرئ المدينة المنورة.
مصعب بن عمير رضي الله عنه
هجرة مصعب بن عمير إلى المدينة المنورة
بعد بيعة العقبة الأولى التي أسلم فيها عدد من الأنصار أمر الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير الذهاب إلى المدينة المنورة معهم، وأن يعلمهم قراءة القرآن الكريم ويعلمهم أمور دينهم وطريقة الإسلام، ولهذا كان يلقب بمقرئ المدينة، وعندما قدم المدينة نزل في دار أسعد بن زرارة بن عدس بن أمامة، فكان هذا الصحابي أول من صلى صلاة الجمعة في المدينة، وجمع بينهم؛ حيث كان يؤم في الأوس والخزرج في كل صلاة قبل قدوم النبي عليه الصلاة والسلام إليهم.
جلس مصعب بن عمير بين الأنصار؛ حيث يدعوهم إلى الهدى ويحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم فأحبوه حبا شديدا فكانوا يشتاقون للقائه عليه احسن وأفضل الصلاة والسلام فهذا ما حدث عندما خرج كافة الأنصار للقائه صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة المنورة، وأسلم على يد مصعب بن عمير الصحابي سعد بن معاذ وأسيد بن حضير رضي الله عنهم، وبإسلامهما أسلم الكثير من الرجال والنساء وتعلموا أمور دينهم.
استشهد هذا الصحابي في غزوة أحد وهو حامل لواء المسلمين في الغزوة، وخلال تشابك المسلمين والمشركين في المعركة أقبل عليه ابن قميئة الليثي فقتله، وظنا منه أنه قتل النبي عليه الصلاة والسلام، وتسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه اللواء بعد استشهاده وسقوطه في أرض القتال.