لم يشهد المسلمون عبر تاريخهم الممتد الّذي يزيد عن 1400 عاماً، حدثاً كانت وطأته أشدّ عليهم من وفاة حبيبهم وقدوتهم رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم -؛ فقد كان الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم - مثالاً لخير البشر، شرّفه الله تعالى بأن حمَّله الرسالة الخاتمة التي ختمت سلسلةً طويلةً من السنين والقرون التي كانت السماء فيها متّصلةً بالأرض على الدوام، فبوفاة خير البشر محمد – صلى الله عليه وسلم – انقطع هذا الاتصال، وبدأ عهد جديد لا تتدخّل فيه السماء بشكلٍ مباشر، كما كان في الماضي؛ بل على العكس فهذا العهد الجديد هو عهد العمل والاجتهاد ضمن إطار ما تعلّمته الإنسانيّة من رسلها وأنبيائها – عليهم الصلاة والسلام جميعاً -.
ولد رسول الله محمّد – صلى الله عليه وسلم – يوم الإثنين، الثاني عشر من ربيع الأوّل من عام الفيل، وكان عام مولده هو ذات العام الّذي هاجم فيه أبرهة الأشرم الكعبة المشرّفة ومكّة المكرمة، وقد ولد – صلى الله عليه وسلم – لأشرف العرب بنو هاشم، وجدّه هو سيد البطحاء عبد المطّلب، أمّا أبوه فهو عبد الله بن عبد المطلب، وأمّه هي آمنة بنت وهب.
إقرأ أيضا : كم كان عمر الرسول عندما توفي
بعث الرّسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – في شهر رمضان؛ حيث ذكر المؤرّخون أنّ تاريخ بعثته بما يوافق العام الميلادي هو العاشر من شهر أغسطس من عام 610 من الميلاد. بعدما بدأت دعوة الرسول لقومه في مكّة المكرمة ليدخلوا في دين الله تعالى، أنكروا دعوته الشريفة، وآذوه وعذّبوا أصحابه حتى أذن لهم الله تعالى بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ( يثرب )، وكانت هجرته في العام الأوّل من الهجرة النبويّة الشريفة، وهي الموافقة للعام 622 من الميلاد.
خاض المسملون في الفترة المدنيّة العديد من المعارك مع العديد من الأعداء الّذين كانوا يهجمون عليهم على الدوام، ولم يتركوهم وشأنهم، إلى أن فتح الله تعالى لهم مكّة المكرّمة ودخلها المسلمون منتصرين. وكان فتح مكّة هو الإشارة التي دلّت على اقتراب أجل الرسول الأعظم محمّد، وفعلاً فبعد فتح مكّة بسنين معدودة قليلة جداً، بدأت علامات و دلائل المرض تظهر عليه وتضعفه، وبدأت آثار المرض تظهر عليه وعلى صحّته في العام 11 من الهجرة النبويّة الشريفة، وتحديداً في أواخر شهر صفر، وبعد مرور حوالي 13 يوماً منذ بداية ظهور الآثار عليه توفّي الرسول الأعظم، وكانت وفاته – صلّى الله عليه وسلم – في يوم الإثنين، وكان ذلك في شهر ربيع الأوّل من العام نفسه 11 للهجرة النبوية الشريفة، الموافق لـ 8 يونيو، 632 ميلاديّة.
