سليمان –عليه السلام- هو نبي كريم، وحو أحد الملوك العظماء على مر الزمان والمكان، فما كان منه –عليه السلام- وما وهبه الله إياه أعظم من أن يوصف في بضع كلمات، هو ابن النبي الكريم دواد –عليه السلام-، هو من بني اسرائيل، وهو ملكهم، تواجد في التراثين المسيحي واليهودي على أنه ملك عظيم له من الحكمة والعقل الراجح والملك ما ليس لأحد، وقد ذكر في القرآن الكريم والتراث الإسلامي في عدة مواضع، بأنه كان واحداً من أعظم الملوك والأنبياء الذين مروا على تاريخ البشرية، ولقد ذكر القرآن أباه النبي الكريم دواد –عليه السلام- في قصص ومواضع تدل على عظمة هؤلاء الأشخاص، ومدى الحكمة والعمق الذين كانوا يتمتعون بهم، فقد استحقوا بصفاتهم هذه أن يكونوا من أعظم الناس، وقدوة للبشر من بعدهم. وفي الحقيقة فإن أهم ما يميز الرسالات السماوية هو ارتباطها الوثيق في الأنبياء والرسل، فهم يمثلون بالنسبة لأتباعهم الطريق الذي يجب أن يسلكونه لأنهم بشر أقرب إلى الكمال، وما قاموا به يستطيع البشر العاديون إن وجدت النية القيام به، ما عدا الأشياء والإمكانيات التي تفوق القدرات البشرية والتي هي خصائص ميزهم الله بها عن سائر بني آدم. ومن جهة أخرى فأتباع الديانات السماوية يمثلون السواد الأعظم اليوم، وهم مجبرون عقدياً بالتصديق بوجود هؤلاء العظام، وبالتالي فحتى لو اختلفت العقائد والشعائر بين الديانات، تبقى القواسم المشتركة بين الناس أكبر من أن تعد أو أن تحصى.
أما فيما يتعلق بسليمان –عليه السلام-، فلقد عاش في فلسطين في القدس الشريف، وحكم دولته من هناك، وإذا أردنا أن نحدد معجزة معينة اختص بها، فنستيطع القول بأن حياته كلها معجزة، لأن قدراته وإماكنياته أكبر وأعظم من أن توصف، فلقد علمه الله عز وجل منطق الطير والحيوانات وسخرها له، فقصته من النملة وسماعه لتحذيراتها لباقي النمل لا تخلو من الإعجاز، وقصته مع الهدهد أيضاً، بالإضافة إلى أن الله سخر له الجن لأمره، فهو قد كان يدير أعظم مملكة وأضخم جيش، جيش لا يوجد له مثيل إطلاقاً، وقصته أيضاً مع ملكة سبأ بلقيس معروفة، وكيف نقل لها عرشها عبر الجن من مملكتها في سبأ إلى مملكته.
إن سليمان هو مثال حي على قدرة الله عز وجل، فهو المعطي بلا حدود، فالعطاء الذي أعطيه سليمان لا يمكن لعقل بشري استيعابها خصوصاً إذا عاش بعده بآلاف السنين، مما دفع البعض بالقول إن قصته هي قصة من نسج الخيال.