يعد رمضان بأنه شهر الخيرات الذي تنتظره أعداد غفيرة من المسلمين كل عام بفارغ الصبر؛ فالمسلمون يجدون ضالتهم في هذا الشهر الكريم، حيث يلتفتون فيه إلى النواحي الروحانية، ويكونون فيه أقدر على التحكم بشهواتهم الدنيوية التي تستنزفهم خلال أيام العام كاملا، فالشهوات الدنيوية ضرورية وهامة لاستمرار الحياة، وأيضا للتمتع بها، لكنها لا يجب أن تطغى على الجوانب والأنشطة التي تسمو بالروح، والتي تعطي معنى لإنسانية الإنسان، وهذا هو مغزى وغاية رمضان.
النشاط الديني الأبرز الذي يقوم به المسلمون خلال رمضان المبارك هو الصيام، والصيام هو الانقطاع عن ثلاث شهوات رئيسية وأساسية خلال أيام هذا الشهر الفضيل من فجر كل يوم إلى مغربه؛ حيث ينقطع المسلمون خلال فترة الصيام عن كل من: الأكل، والشرب، والجنس، مما يساعد على تهذيب النفس الإنسانية، وزيادة نسبة الروحانيات، ومما يؤدي أيضا إلى ضبط النفس، والسمو بالروح إلى أعلى المراتب.
وجبة الإفطار
عند أذان المغرب يقطع المسلمون صيامهم بما يعرف بالوجبة التي تعرف باسم وجبة إفطار رمضان، وتختلف وجبة الإفطار أو الفطور في رمضان المبارك عن وجبة الإفطار في باقي الأيام بأن الأخيرة يتم تناولها يوميا في الأيام العادية غير أيام شهر رمضان وفي فترة الصباح. يطلق أيضا على كل من قطع صيامه في رمضان المبارك بأنه قد أفطر، وقد يكون هذا الإفطار إما إفطارا بعذر، أو إفطارا بغير عذر شرعي مقبول.
من ناحية أنواع الأطعمة التي يتناولها المسلمون عادة على هذه الوجبة الرمضانية الهامة، فتتنوع من منطقة إلى منطقة أخرى، إلا أن المسلمين عادة يبدؤون وجباتهم الغذائية بشرب الماء، وتناول التمر اقتداء بسنة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- كما يتناول بعضهم الحساء المقدم مع هذه الوجبة والذي يعتبر من أهم العناصر الغذائية بسبب ما يقدمه لجسم الصائم من فائدة عظيمة خاصة بعد غياب السوائل عن جسمه ولفترة طويلة جدا، بعدها يتناول الصائمون وجبات متنوعة بحسب العرف والثقافة السائدة في البلدان، وبحسب ما يتضمنه المطبخ الشعبي التقليدي من أكلات شعبية خاصة.
وتكثر عادة الأعمال الخيرية في شهر رمضان المبارك؛ ذلك لأن الحسنات تتضاعف في هذا الشهر بشكل كبير جدا، وقد ارتبطت بعض الأعمال الخيرية بوجبة الإفطار؛ فالمسلمون يتسابقون لتقديم إفطار للصائم لما لذلك من أجر عظيم عند الله تعالى، كما أنهم يقيمون مآدب الإفطار التي يجتمع عليها الفقراء، ومن تقطعت بهم السبل فيطعمونهم طمعا برضوان من الله تعالى وبركات تحل عليهم، وترفع من شأنهم في الدنيا والآخرة.
