بحيرة طبريا
هي بحيرة تقع في الجزء الشمالي من فلسطين ومسار نهر الأردن، وتعد البحيرة والمنطقة المحيطة بها جزءً من الشق السوري الإفريقي، ويبلغ طول سواحل البحيرة ثلاثاً وخمسين كيلومتراً، وعرضها حوالي ثلاثة عشر كيلومتراً أما طولها فيبلغ اثني عشر كيلومتراً.
اسمها
يشير اسم طبريا باللغة العربيّة إلى قائد الجيش والإمبراطور الروماني طيباريوس قيصر الأول، أطلق على البحيرة والمدينة هذا الاسم عند تأسيسها سنة عشرين للميلاد على الساحل الجنوبي الغربي للبحيرة، يطلق عليها اليهود اسم (كينيرت) نسبةً للاسم الوارد في التوراة، ويطلق على البحيرة أيضاً اسم بحيرة الجليل.
موقعها
تعد بحيرة طبريا أخفض بحيرة في العالم، وثاني أخفض مسطح مائي بعد البحر الميت، وتعد مياه البحيرة المصدر الرئيسي لمياه الشرب لسكان المنطقة والمناطق المحيطة، وتبعد عنها الحدود الدولية المرسومة عام ألفٍ وتسعمائة وثلاثٍ وعشرين حوالي عشرة أمتار من الشاطئ الشمالي الشرقي، بيد أن الاتفاقية التي وُقِّعت في ذلك الوقت تعطي كل الحق لسوريا في استغلال مياه البحيرة في مجالي الصيد والملاحة، حيث مارست سوريا حقها في الفترة الممتدة بين عامي ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانٍ وأربعين و ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعةٍ وستين، أي إلى أن انتهت فترة سيطرتها على الجزء المتاح لها بعد حزيران عام سبعٍة وستين للميلاد، حيث فقدت سوريا في ذلك العام بالإضافة للجزء الخاص بها من البحيرة مساحاتٍ كبيرة من مرتفعات الجولان إبان الحرب مع إسرائيل.
نبذة تاريخيّة
عرف النهر الممتد من بحيرة طبريا تاريخيّاً باسم نهر الأردن، وقد أخبرنا المؤرخ الروماني تاكيتوس بأن جبل الشيخ هو والد النهر الذي يغذيه بالماء، أما عن طريقة تشكل بحيرة طبريا، تقول الحكايا أو الأسطورة حولها، إنه في القرن الرابع ميلادياً كانت تقام في إحدى المغر الواقعة على أحد جانبي الجبل والتي سميت باسم مغارة (رأس النبع) بعض المراسم الوثنيّة وذلك بمناسبة احتفالهم بأحد الأعياد، حيث كانت ترمى في المراسم أضحية ذُبِحَت فتختفي تلك الأضحية بشكلٍ غريب بفعل قوة الشيطان، فيقوم النهر باجتياز المستنقعات مشكلاً بحيرة الحولة يليها بحيرة طبريا، ويتم مسيره لينتهي في البحر الميت. قام شرحبيل بن حسنة بفتح منطقة بحيرة طبريا في القرن السادس للميلاد، حيث قام بتوطيد الوجود الإسلامي فيها بعد خالد بن الوليد، واستمر الأمر كذلك حتى استولى عليها الصليبيون، لكنها حررت على أيدي صلاح الدين الأيوبي، شأنها شأن باقي المدن في المنطقة، وقد ذكرت كتب التاريخ بأن الظاهر بيبرس قام بإصدار أمر بناء جسرٍ يحتوي على خمسة أقواسٍ فوق نهر الأردن إلى الجهة المقابلة لبيسان بالقرب من بحيرة طبريا، لكنه لم يكن متيناً كفايةً ليصمد أمام المياه فجرفته الأمر الذي أغضب بيبرس وأمر بإعادة بناءه مجدداً.
تكوُّن البحيرة
تكونت بحيرة طبريا إثر حدوث الشق السوري الإفريقي، ونتيجةً لحدوث هذا الشق تكوّنت العديد من البحيرات الأخرى المهمة بالإضافة لبحيرة طبريا.
طبريا في الشعر العربي
أغرم المتنبي بالبحيرة حيث أقام فيها لعدة ليالٍ برفقة بدر بن عمار، وأنشد واصفاً البحيرة في عدد من الأبيات، حيث قال في بعضٍ منها:
كأنها في نهارها قمرٌ حف من جنانها ظلم
ناعمة الجسم لا عظام لها لها بناتٌ وما لها رحم