خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وجعل في جسمه من الأجهزة والأعضاء ما يضمن توازنه، وعدم الإخلال فيه، ولكل عضو في جسم الإنسان وظيفة أو وظائف معينة، يقوم بها داخل الجسم، ويتكامل مع باقي الأعضاء بوظيفته، للإستمرار في العمليات الحيوية في الجسم، وإستمرار حياة الإنسان. ومن هذه الأعضاء الإثني عشر أو ما يسمى العفج.
الإثني عشر هو عضو من أعضاء الجهاز الهظمي، وهو جزء من القناة الهضمية في الإنسان. ويعتبر الإثني عشر بداية الأمعاء الدقيقة، ويصل بين المعدة والصائم. يبلغ طول الإثني عشر من 25- 30 سم، وهو يتكون من أربعة أجزاء أو قطع تشبه في شكلها شكل المضلع، في الجزء الثاني منه تنفتح قنوات الغدد الصفراوية والبنكرياس، والتي تصب إفرازاتها فيه، ويفصل الإثني عشر عن المعدة جزء البواب.
للإثني عشر أربعة أقسام، القسم الأول يقع بين المعدة ونهاية القسم الثاني، وهو يتموضع أفقيا في منطقة البطن، والقسم الثاني ويصل بين القسم الأول والقسم الثالث، ويتموضع هذا القسم عموديا. وفي هذا القسم تلتقي القناة البنكرياسية مع القناة الصفراوية، وتتصل بالإثني عشر في منطقة الحليمة الإثنى عشرية الكبيرة، وهي التي تنقل العصارة الصفراوية إلى الأمعاء. والقسم الثالث ويصل بين القسم الثاني والقسم الرابع، ويعود ليتموضع أفقيا مرة أخرى. والقسم الرابع والأخير ويمتد لأعلى من القسم الثالث حتى يصل إلى المعي الصائم.
للإثني عشر وظيفة أساسية في عملية هضم المواد الغذائية، وهذه الوظيفة هي هضم المواد النشوية، والتي لم يتم هضمها في الفم والمعدة. وتكون عملية الهضم هذه بمساعدة الإنزيمات الهاضمة التي تفرزها البنكرياس، وأيضا بمساعدة الببتونات وهي مقاطع البروتينات التي تفككت في المعدة. كما ويقوم الإثني عشر بهضم المواد الدهنية. كما ويتم هضم المواد المضافة للغذاء كالمنكهات واللون، والتي لم يتم هضمها في الفم والمعدة، بإستخدام أنزيمات الفولماريات والتي تصل من البنكرياس. ويقوم الإثني عشر بمعادلة المادة الحمضية التي تفرزها المعدة بواسطة هيدروكربونات الصوديوم، التي تفرزها البنكرياس.
يصاب الإثني عشر بأمراض مختلفة منها قرحة الإثني عشر، حيث يشعر المريض بآلام في أعلى البطن ووسطه، قد يكون هذا الألم بعد الأكل أو عند الجوع. كما وتزيد الحموضة لدى المريض والتي يشعر بها بشكل واضح. وعند الأشخاص الذين يعانون من إلتهاب الجرثومة اللولبية في المعدة، فإنهم يشعرون بإنتفاخ في أعلى البطن.