يقع أكبر برج ساعة في العالم في مدينة مكة المُكرمة في السعودية، وهو برج مطلّ على الحرم المكي الشريف وتمّ بناؤه فوق مجمع أبراج البيت (وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين)، وهو على ارتفاع ثلاثمائة وخمسين متراً عن سطح البحر، وترتفع قاعدة الساعة عن سطح الأرض مئتين وخمسين متراً، فبذلك يبلغ ارتفاع الساعة عن سطح البحر ستمائة وواحد متر، وقد تمّ تشغيل الساعة لأول مرة في شهر رمضان المبارك للعام ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين، وعند رؤية الساعة في أعلى البرج، فلا يرى الناظر مجرد ساعة تشير إلى الوقت بل يرى تُحفةً معماريّة فريدة.
ساعة البرج
صنعت ساعة البرج على يد عدد كبير من المهندسين والمختصين العالميين، والخبراء بصناعة الساعات في سويسرا وألمانيا ودول أخرى، وتطل الساعة، الموجودة في أعلى قمة البرج، على صحن الكعبة، والباحة كاملة، ليراها كل شخص متواجد في المسجد الحرام، ويبلغُ نصف قطرها حوالي الثماني كيلومترات، وهذا المدى يسمح لكلّ من في داخله رؤية الساعة، وقد تم تركيب مخارج ضوئية من الليزر وتتم إنارتها في مناسبات خاصة، مثل إعلان رؤية هلال شهر رمضان أو هلال العيد، أو بداية أيام ذي الحجة، وبدء السنة الهجرية الجديدة، وفي وقت الأذان، وبعضُ هذه الأضواء ترسل أشعّتها نحو السماءِ.
تمتلك الساعة نظاماً متكاملاً دقيقاً لحمايتها من العوامل الطبيعية المختلفة كالأتربة، والغبار، والعواصف، والأمطار والرياح، ويبلغ وزن كل محرك من محركات الساعة ما يزيد عن واحد وعشرين طناً، وتزوّد الساعة بالطاقة لتشغيل محركاتها في ساعات النهار عن طريق الألواح الشمسية التي تحوّل الطاقة الضوئية إلى الكهرباء.
ترتبط الساعة أيضاً بشبكة الكهرباء العامّة لمدينة مكة المكرّمة، وذلك لتزويدها بالطاقة الكهربائية اللازمة في الليل وعندما يكون الطقس غائماً، كي لا تتوقف الساعة عن العمل، وفعلياً، وتتكون الساعة من أربع ساعات، كلٌ على واجهة وتغطي الاتجاهات الأربعة، فكلّ واجهة تمتلك محرّكاً خاصاً بها، وتتطابق هذه الأوجه مع بعضها البعض في الشكل، ومع توقيت مدينة مكة المكرمة، ويحدّد توقيت مكة المكرمة من خمس ساعات ذرية تتميز بأنها ساعات عالية الدّقة، وشكل واجهة الساعة مربع، فيبلغ العرض والارتفاع للواجهة الواحدة ثلاثة وأربعين متراً.
يغطي الساعة ثمانية وتسعون مليون قطعة زجاجية ملوّنة تشكّل بمجملها فسيفساء جميلة برّاقة، وتحتوي أيضاً على مليون وحدة ضوئية (LED)، وتحتوي على مساحة أربعمائة وثلاثين متراً مربعاً من الألياف الكربونية المطوّرة، ومن الجدير بالذكر أنّ الهلال على قمّة الساعة هو الأكبر في العالم، فيبلغ قطره ثلاثة وعشرون متراً.
يوجد في أعلى الساعة جملة (الله أكبر)، والتي يبلغ فيها طول الألف لكلمة الله فيها أكثر من ثلاثة وعشرين متراً، ويرفع مكبر صوت وهو الأقوى على الإطلاق الأذان من أعلى الساعة، وفي أثناء انطلاق صوت الأذان تتمّ إضاءة قرابة الواحد وعشرين ألف وحدة ضوئية باللونين الأخضر والأبيض وهذا لتعزيز الرؤية في كلّ أنحاء مدينة مكّة المكرمة.
