قوم عاد
أرسل الله سبحانه تعالى سيّدنا هود عليه السلام إلى قوم عاد الذين سكنوا منطقةً يطلق عليها اسم إرم، ولم يؤمن مع سيّدنا هود إلّا قلة من قوم عاد، فعاقبهم الله بشرّ أعمالهم وكفرهم بأن أرسل عليهم ريحاً صرصراً عاتية أهلكت جميع من كفر من قوم عاد وطمرت المدينة بالرمال بشكل كامل واختفت عن الوجود من ذلك الزمن.
مدينة إرم بين الأسطورة والحقيقة
يعتقد غير المسلمون بأن مدينة إرم وهم وأسطورة من الأساطير القديمة، أمّا المسلمون فيؤمنون بما ذكر في القرآن الكريم حيث ذكر قوم عاد في العديد من الآيات القرآنية ومنها قوله تعالى: "ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ"، سورة الفجر (6-8)، وسبب تسمية مدينة قوم عاد بإرم ذات العماد أنها كانت تحتوي على ألف عامود، ويعود زمن تأسيس هذه المدينة إلى 3 آلاف قبل الميلاد.
مكان وجود مدينة إرم
سلطنة عمان
رجّح الكثير وجود مدينة إرم ذات العماد في سلطنة عمان مدفونةً تحت رمال الربع الخالي والتي كانت تمثّل الطريق الرئيسي لقوافل التجارة آنذاك، وقامت العديد من الرحلات الاستكشافية بحثاً عن هذه المدينة الضائعة في منطقة الربع الخالي إلّا أنّ جميعها قد باءت بالفشل، إلى أن تمّ الاستعانة بوكالة ناسا الفضائية لالتقاط صور لأعماق رمال الربع الخالي لتحديد الطرق ووسائل التي كانت تسير بها القوافل التجارية متجهةً نحو المدينة الضائعة لتحديد مكانها، وفي عام 1991 م قامت وكالة ناسا الفضائية بتحديد موقع طرق ووسائل القوافل التجارية الغارقة تحت الرمال الكثيفة وبدأت رحلات التنقيب عنها، وتمكّن المستكشفون من إيجاد مجموعة من الأبراج الأثرية التي أقيمت بهدف حماية الممتلكات الثمينة، كما وجدوا العديد من الممتلكات الثمينة التي تعود إلى الحضارات الهندية، والرومانية، والفارسية التي سكنت تلك المنطقة عل مر الزمان.
بلاد الشام
اعتقد بعض الباحثون بأنّ مدينة إرم ذات العماد توجد في بلاد الشام، ورجّح البعض منهم أنّها هي نفسها مدينة دمشق، بينما رجّح الآخرون بأنّها مدينة الإسكندرية.
بريطانيا
رجّح الباحث والمستكشف عبيد بن سليمان الجعيدي الإماراتي الجنسية وجود مدينة إرم ذات العماد في بريطانيا، واستطاع تحديد مكان مدينة إرم في بريطانيا من خلال دراسة مطولة للإعجاز القرآني لأرقام الآيات والسور التي ذكرت فيها مدينة إرم ذات العماد والنبي هود عليه السلام وقوم عاد، والخروج بإحداثيات التي قام بإسقاطها على موقعها في خريطة العالم لتبيّن وجود المدينة في بريطانيا.