أنواع الكتابة الأدبية متعددة و متنوعة ، و هي تنقسم إلى قسمين رئيسيين في أغلب اللغات و منها اللغة العربية هما الشعر و النثر ، و اللذان ينقسمان بدورهما إلى أنواع أدبية أخرى ، و لكل نوع من أنواع الكتابة مهمة محددة و أصل في التراث و تأثيرات مختلفة من اللغات أو الآداب الأخرى . و كتابة المذكرات تقع ضمن الكتابات النثرية التي إزدهرت في اللغة العربية في مرلة متأخرة من تاريخها ، حيث أن اللغة العربية لغة شعرية في الأساس ، و تراثها الأدبي المكتوب في أغلبه هو تراث شعري . أما النثر و منه كتابة المذكرات فقد إزدهرا في اللغات الأوروبية الحديثة في مرحلة سابقة عن اللغة العربية . و من خلال تلك اللمحة عن تاريخ الكتابات النثرية و كتابة المذكرات يمكننا المتابعة عن طريقة كتابة المذكرات و أه النصائح التي أوردها المختصون في هذا المجال للمساعدة في كتابة المذكرات .
هناك خلط شائع بين كتابة السيرة الذاتية و المذكرات ، حيث تهتم السيرة الذاتية برواية حياة الكاتب بكافة تفاصيلها من الطفولة حتى انتهاء كتابتها ، أما المذكرات فهي تهتم بالتركيز على مناطق محددة في حياة الشخص الذي يكتبها ، و تكون تلك المناطق أو الفترات ذات أهمية وفائدة بالنسبة للكاتب أو بالنسبة للوطن أو رواية لدوره في أحداث هامة أو شهادته عليها ، إذاً فإ كتابة المذكرات يجب أن تحمل أهمية وفائدة تاريخية بالنسبة للكاتب تدفعه إلى كتابتها ، و بالنسبة إلى القارئ الذي سيهتم بقراءة تلك المذكرات ، و من أهم المذكرات التي انتشرت في العالم مذكرات القادة و الرؤساء .
و الطريقة المثلى لكتابة السيرة الذاتية أو المذكرات هي بقراءة كتابات من سبقوك في هذا المجال لمعرفة طريقة رواية الأحداث بشكل يدفع القارئ إلى الإستمرار ، بالإضافة إلى الإهتمام بترتيب الأحداث الهامة و إفراد فصول مخصصة لها ، كذلك يجب التأكد من المعلومات التي توردها في مذكراتك حيث أن المذكرات يتم استخدامها في أوقات لاحقة كمصادر تاريخية للأشخاص الذين يبحثون عن أحداث بعينها و يريدون التحقق من شهادات المعاصرين ، فإن كانت الأحداث التي ترويها كاذبة سيتم اكتشاف هذا بكل سهولة و ستفقد المذكرات مصداقيتها و لن تصبح لها فائدة . و يفضل أن يتم كتابة المذكرات في أوقات الأحداث عبر تدوين الحوادث بشكل مؤقت ، ثم الكتابة فيما بعد بعد انقضاء الحدث و شعور الكاتب بأهمية وفائدة إيراد شهادته .