طب الطوارئ هو أحد فروع العلوم الطبية السريرية، الذي يهتم بالعناية ورعاية الكبار والأطفال من المرضى أو المصابين، الذين يتطلبون التدخل الفوري السريع والمناسب الصحيح، ولا يعنى كثيرًا بمتابعة ورعاية المريض على المدى الطويل، حيث يقوم طبيب الطوارئ أو أخصائي الطوارئ بفحص وتشخيص مجموعة كبيرة من الأمراض المختلفة، ويقوم بالتدخلات الحادة السريعة لمساعدة وتثبيت الحالات الحرجة. تتم ممارسة مهنة طب الطوارئ في أقاسم الطوارئ أو أقسام العناية المركزة داخل المستشفيات، أو يتم ممارستها في أماكن الحوادث أو في المنازل أو أماكن العمل قبل وصول الحالات للمستشفيات عبر خدمات الإسعاف والطوارئ. للحصول على شهادة تخصص في طب الطوارئ وممارسته كطبيب أخصائي طوارئ، لابدّ أن يتم الالتحاق بدراسة أكاديمية وعملية في هذا التخصص لفترة زمنية محددة من قبل هيئة أو مؤسسة طبية تعليمية، يدرس فيها مجموعة من العلوم الطبية مثل طب الباطنة، وطب العناية المركزة، وطب السموم، وطب طوارئ الأطفال، وطب الرياضة، وطب المخاطر، وعلم الأشعة بالسونار، وعلم الخدمات الطبية الطارئة، والطب البري والبحري والجوي، ومجموعة من التخصصات الدقيقة. فأخصائي الطوارئ تكون لديه معرفة واسعة في مجموعة من التخصصات الدقيقة، كما يمتلك مهارات طبية وجراحية تخصصية لممارستها لإسعاف وإنقاذ الحالات الحرجة والخطرة، التي تعرض عليهم بشكل يومي ومستمر. فهو تخصص مبني على اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة؛ لمنع وفحص وتشخيص ومعالجة المظاهر الحادة والحرجة للأمراض والإصابات التي يتأثر بها المريض أو المصاب من جميع الفئات العمرية، وكما يتضمن هذا التخصص دراية وفهم لبناء وتطوير أنظمة ومهارات وبروتوكولات طوارئ داخل المستشفيات وخارجها. على عاتق طبيب أخصائي الطوارئ مهمة مهنية وإنسانية كبيرة، حيث من مهامه أن يتعامل مع عدد كبير من المرضى يردّون إلى قسم الطوارئ في المستشفيات، أو إسعافها خارج المستشفيات بشكل فوري وسريع، وتحديد الحالات التي يلزمها دخول ومتابعة في المستشفيات من قبل أخصائيين، أو التي حصلت على الخدمة الطبية اللازمة، ويمكنها الخروج من المستشفى، ولهذا يمتلك طبيب الطوارئ مهارات مجموعة واسعة من الأخصائيين مثل: مهارة إنعاش القلب والرئة ومجرى التنفس التي يمتلكها أخصائي العناية المركزة والتخدير، مهارات معالجة مشاكل وعيوب مجرى التنفس الصعبة الخاصة بأخصائي التخدير، مهارة تغريز الجروح والتقرحات المعقدة التي يمتلكها أخصائي جراحة التجميل، ومهارة جبر الكسور التي يمتلكها أخصائي العظام، وعلاج و دواء حالات القلب الحرجة مثل: الذبحات الصدرية واحتشاء عضلة القلب كأخصائي القلب، والتعامل مع حالات النزف المهبلي للحوامل كطبيب النساء والولادة، ومعالجة الرعاف الأنفي مثل: أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، وتركيب أنبوي الصدر كأخصائي جراحة الصدر والقلب، وكذلك القدرة على تصوير المريض بالسونار وتفسير صور السونار؛ للفحص وتشخيص السريع والتدخل الطبي. مهنة الطب والعلوم الصحية بشكل عام مهنة إنسانية، تحتاج من مقدمها سواءً كان طبيب أو ممرض أو معالج طبيعي أو فني تحاليل إلى مجهود كبير وتركيز عالي وتضحية بالوقت من أجل إنقاذ حياة الآخرين وتطبيبهم وإسعادهم، وتحتاج إلى الشعور بالمسؤولية العظيمة الملقاة على الكادر الطبي والمحافظة على تلك الأمانة العالية، وبالنسبة لطبيب الطوارئ فإنّ المسؤوليات والأمانة الملقاة على عاتقه فهي أكبر وأكثر من غيره في الكادر الطبي، حيث يحتاج من يعمل في هذا التخصص المعرفة الصحيحة، والمهارة الدقيقة، والصبر، وتحمل الأعباء الثقيلة، والتضحية بالوقت من أجل المرضى، وبذل المجهود الكبير الذي قد لا يحمد عليه طبيب الطوارئ في حينه، ويقطف ثمار نتائجه الأطباء الأخصائيين الآخرين الذين يتابعون الحالات، كما يلزم العمل الالتزام الحديدي بمكان العمل كالجندي على حدود الوطن، ويتطلب العطاء الكثير الكثير، فطبيب الطوارئ يجب أن تكون إنسانيته عالية، وروح الإيثار عنده لا حدود لها، ويكون توجهه لهذا التخصص نابع من حبه لمهنة الطب المنبعثة من شعوره بآلام الآخرين ورغبته في تخفيف أوجاع المرضى والمصابين.