لقد شهد العالم العديد من الاكتشافات والإختراعات في عصرنا الحالي وهو الأمر الذي أدى إلى تطور هائل في جميع المجالات وخاصة المجالات التكنولوجية والرقمية، ومن أهم هذه الاختراعات هو اختراع الانترنت الذي ساهم بشكل كبير في ربط العالم مع بعضه البعض فأصبح العالم عبارةً عن قريةٍ صغيرةٍ.
وقد تم إنشاء الإنترنت في بادئ الأمر عن طريق وزارة الدفاع الأمريكية لتطوير شبكة اتصالاتها في الستينيات من القرن الماضي وتم بعد ذلك تم نشر هذا الاختراع للعامة في التسعينيات من القرن ذاته، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة الإقبال على الانترنت من قبل الناس بشكل عام للفوائد التي رأوها من خلاله فكان التزايد ملحوظاً وبشكلٍ غير مدروس على الانترنت.
وكجميع الاختراعات والاكتشافات التي تم اكتشافها منذ خلق آدم عليه السلام إلى وقتنا الحالي لا يخلو الإنترنت من الإيجابيات والسلبيات وتختلف إيجابياته وسلبياته باختلاف طزيقة استخدامه والأغراض التي يتم استخدامه لها.
وإن من أهم الإيجابيات وهو الأمر الذي أدى إلى انتشاره بين الناس هو الربط الذي يوفره الانترنت بين البشر باختلاف اجناسهم وأماكنهم فإن كل ما تحتاجه لتتحدث مع شخص يسكن النصف الآخر من الكرة الأرضية هو ضغطة على زرٍّ من أزرار الحاسوب، كما أنه أتاح فرصاً للتعليم لجميع البشر وبأسعار أقل بعدة مرات فيستطيع أي شخص من أي مكان في العالم أن يلتحق بالجامعة التي يريدها أو يقوم بأخذ مختلف الدورات عن طريق الإنترنت من غرفته الخاصة وبأسعار أقل في أحيان كثيرة، ومن أنواع الربط التي قام الإنترنت بتوفيرها أيضاً هو الربط بين الأسواق وإتاحة السلع للبشر باختلاف أماكنهم وبأسعارٍ منافسة.
أمّا عن سلبيات الإنترنت فإنها تتمثل كما أسلفنا بطريقة استعماله، فعلى سبيل المثال أدى الإنترنت إلى حالةٍ من النحلال الأخلاقي والديني فإنه قام بفتح جميع المحظورات للأجيال الصاعدة وخاصةً الشباب من الجنسين اللذين يعيشون تجربة سن المراهقة فأصبح الشباب في هذا العمر قادرين على الوصول إلى المواقع الإباحية التي زاد انتشارها بشكل ملاحظ في اى وقت وأي مكان.
كما أنّ الانترنت يؤدي إلى عددٍ من الأمراض الصحية فالجلوس على شاشة الحاسوب لفترات طويلة يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل وعيوب بصرية ومشاكل وعيوب في الظهر ومشاكل وعيوب أخرى كزيادة الوزن، كما أنها أدّت وبشكل ملاحظ إلى زيادة وقت الفراغ لدى الناس فبدلاً من استغلال أوقاو الفراغ بأعمال مفيدة فإن الناس يقضون معظم أوقاتهم على جهاز الحاسوب بأعمال غير مفيدة كاللعب أو قضاء الوقت على مواقع التواصل الإجتماعي أو غيرها، وهو الأمر الذي أدى أيضاً إلى قلّة الروابط الإجتماعية بين أفراد العائلة الواحدة نظراً للأوقات القليلة التي يقضونها مع بعضهم البعض نتيجة الجلوس أمام شاشة الحاسوب.