هارون الرشيد
هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، يعتبر من أشهر الخلفاء العباسيين في العصر العباسي.
مولده
ولد في مدينة الري عام 763م وتقع في الجنوب الشرقي من طهران، وشاع ذكر هارون الرشيد في الأواسط والمصادر الأجنبية وذكر عنه الكثير في المصادر العربية، لتحلّيه بصفات تميّزه عن غيره من الخلفاء بالوعظ، والورع، والذكاء، والقدرة على قيادة الدولة، فقد أمضى حياته بين الحج والغزوات، فهو أوّل خليفة من الخلفاء العباسيين الذي قام بقيادة الجيش للغزوات بنفسه، وذكر عنه أنّه قام بالحج تسع مرات في حياته وكان يصلي مائة ركعة في اليوم، واتصف بمراعاة شؤون وأحوال رعيته، فكان يقوم بإرسال أشخاص ليعرفون له أوضاع الناس وأحوالهم، وفي كثير من الأحيان كان ينزل متخفياً إلى الأسواق لتفقد رعيته ويسد حاجة المحتاج والفقير وينصر الضعيف.
خلافته
تولّى الخلافة هارون الرشيد بعد وفاة والده الذي كان أميراً على منطقة الريّ وخراسان مباشرة، وفي تلك الفترة كانت الدولة العباسية في أوضاع غير مستقرة فكانت معرضة لظهور الفتن والحروب والعداوات، وكانت بأمس الحاجة إلى الهدوء والاستقرار والأمن والسلام، ولا يستطيع تحقيق كل هذه الأمور إلا قائد يتصف بالحكمة والذكاء، فكان هارون الرشيد هو الأحق والأجدر لهذه الخلافة، فتمّت بيعته وتولّى منصب الخلفية في العصر العباسي، وهو الخليفة الخامس في الدولة العباسية.
عندما تولّى خلافة الدولة العباسية تغير حالها فأصبحت دولة مزدهرة تعتمد على نفسها، فاتسعت الدولة العباسية وزاد ثرائها فأصبحت من أكثر الدول الغنية والثريا، وبفضل الجهود التي قام بها الخليفة هارون الرشيد أصبحت الدولة العباسية في عهده زعيمة العالم القديم دون أن يستطيع أحد من القيام بمنافستها والتغلّب عليها، فالشخص الذي يعمل على قلب حال الدولة التي يتولّاها، كما فعل الخليفة هارون الرشيد، يكون هذا الشخص قوياً ويتمتع بذكاء حاد ويتميز بعلمه الواسع وخبرته الكبيرة في إدارة شؤون بلاده على أكمل وجه.
انتشرت الأقاويل والأكاذيب عن الخليفة هارون الرشيد فيما يتعلق باللهو والسهر ومجالس الغناء والجواري وأنه يقوم بعمل كل هذه الأمور، وبالتأكيد فهي كلها كاذبة ولا تمدّ للصحة بشيء، فهذه التصرفات والأعمال لم يقم بها الخليفة العباسي هارون الرشيد، وذكر في كتاب الأغاني للأصفهاني الحقد والكره لبني العباس والذي كان منتشراً وبكثرة في تلك الفترة، فقاموا بالتشهير بالخلفاء العباسيين وخاصة الخليفة هارون الرشيد، وتوفي الخليفة هارون الرشيد وهو في طريقه إلى الغزو سنة 193 هجري وتم دفنه في مدينة طوس.