ابن تيمية والتتار

ابن تيمية والتتار

مقدّمة

مرّت الأمّة الإسلاميّة بأحداثٍ جسيمة عبر التّاريخ، كما تعرّضت لكثيرٍ من الحملات التي استهدفت احتلال أراضيها واستباحت حرماتها، وقد كان للتّتار إلى جانب الصّليبيّين الجانب الأكبر والأشد في هذه الحملات، وعلى الرّغم من أنّ التّتار قد منيوا بهزيمة نكراء على يد المسلمين بقيادة المماليك سنة 1260 ميلادي في معركة عين جالوت الشّهيرة، وعلى الرّغم من أنّ الّتتار قد اعتنقوا الإسلام بعدها من بعد أن اطلعوا على سماحة الإسلام إلّا أنّ أطماعهم ما زالت في الاستيلاء على أراضي المسلمين، حيث عاود التّتار حملتهم على بلاد الشّام سنة 1299 ميلادي حيث هاجموا عدداً من مدن بلاد الشّام واستباحوها، وقد كان لأحد الدّعاة والعلماء الكبار حينئذ وهو ابن تيمية دورٌ هام في التّصدي لتلك الهجمة التّتاريّة، فمن هو ابن تيميّة ؟، وتعرف ما هو دوره في التّصدي للتّتار.


تقي الدين أحمد بن تيميّة

ولد تقي الدين أحمد بن تيميّة سنة 1263 ميلادي في بلدة حران التي تقع شمال سوريا، وقد بقي ابن تيمية فيها لفترةٍ قصيرة من عمره ثمّ انتقل مع والديه للسّكن في دمشق، وفي دمشق كان والد ابن تيمية يلقي دروس العلم وتفسير القرآن في الجامع الأموي في دمشق، لذلك نشأ ابن تيمية على العلم والفقه منذ نعومة أظفاره، وعندما توفّي والده تصدّى ابن تيمية لمهمّة أبيه في التّدريس وتعليم النّاس القرآن، وقد أصبح بفضل علمه كبير قضاة دمشق حيث قصد مجلسه مئات النّاس خلال سنوات عمره الدّعوي.


إقرأ أيضا : من حكم ابن تيمية

دور ابن تيمية في التصدّي للمغول

سنة 1299 بدأ المغول بقيادة سلطانهم محمود غازان بالإغارة على مدن الشّام ومن بينها دمشق حيث قتلوا آلاف النّساء والرجال، وقد طلب ابن تيمية مقابلة غازان وقد كان مقيماً في منطقة النّبك حيث حاوره ونصحه بالحسنى وذكّره بدينه الإسلام مبيّنا له مشابهة حاله لحال آبائه الكفّار من قبل في استباحته لبلاد المسلمين، وقد أحدثت تلك الكلمات وعبارات تأثيراً في نفس غازان حيث أعطى الأمان لأهل الشّام عن طريق ابن تيميّة، وبعد سنوات عاود المغول التّفكير في غزو الشّام ودمشق من جديد حيث تأهّبت جيوشهم لذلك لتلتقي مع جيوش المسلمين في معركة شقحب الشّهيرة التي انتهت بهزيمة المغول هزيمة نكراء وانتصار المسلمين.


كان دور ابن تيمية في التجهيز لمعركة شقحب عظيماً، فقد استنفر همم المسلمين وحثّهم على الجهاد لدفع المعتدين، كما التقى مرّات عديدة بأعيان دمشق ووجهائها وحثّهم على وحدة الصّف، كما التقى سلطان مصر محمد بن قلاوون وحثّه على نصرة أهل الشّام فاستجاب لذلك وقاد هذه المعركة التي مثّلت منعطفاً تاريخيًّا مهمًّا في تاريخ الأمّة الإسلاميّة.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل