من هو سقراط

من هو سقراط

لقد نشأت الفلسفة منذ العصور القديمة جداً، فربّما كان يرجع تاريخ الفلسفة إلى بداية الإنسان؛ فالفلسفة هي أمرٌ أصيلٌ في كلّ إنسان؛ حيث يقوم بتبنّي فلسفته الخاصة التي يقوم من خلالها بالتعبير عن آرائه ومبادئه الشخصيّة، أمّا الفلسفة التي نعرفها في الوقت الحالي والتي يتمّ إجراء الدراسات المختلفة عن طريقها وعن طريق النقاشات والجدالات الفلسفية تعود بالأساس إلى عهد الإغريق تقريباً؛ حيث يمكننا القول بأنّ نشأة الفلسفة الغربية كانت من عندهم، فقد ازدهرت الحضارة اليونانيّة القديمة ببروز العديد من الفلاسفة الذين قاموا بتأسيس الفلسفة بالطريقة التي نعرفها في الوقت الحالي.


ومن ضمن أبرز الفلاسفة العظام، والّذين يرجع إليهم فضل كبير في التأسيس للفلسفة الغربيّة هو سقراط؛ حيث كانت له فلسفته الخاصّة وكفاحه من أجل الدفاع عن مبادئه التي مات من أجلها، فقد قال عنه شيشرون الكاتب الروماني " لقد أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض"؛ فيعتبر سقراط أحد الفلاسفة العظام الذين بحثوا في مجال علم الأخلاق على وجه التحديد، وسقراط هو أحد الفلاسفة الغامضين إلى يومنا هذا، وليس مثل باقي الفلاسفة الآخرين مثل تلميذه أفلاطون على سبيل المثال؛ حيث لم يترك سقراط وراءه أيّة كتابات يمكننا عن طريقها الاستدلال إلى آرائه وأفكاره الفلسفيّة، وإنّ كل ما نعرفه عنه في الوقت الحالي يرجع إلى ما قام تلاميذه بإخبارنا عنه، ومن أبرزهم أفلاطون والّذي ذكره في كتاباته بشكلٍ كبير جداً، كما أنّه ناقش واعترض على الطريقة التي تم إعدامه بها ظلماً.

إقرأ أيضا : أهم الفلاسفة


ومع أن سقراط لم يخلف وراءه العديد من الكتابات إلا إننا يمكننا الاستدلال على أفكاره ومبادئه من خلال كتابات تلاميذه، فنرى أنّ مبادئه التي أسّس لها ظهرت بشكلٍ كبيرٍ في مختلف الكتابات الفلسفية الغربية التي لحقته، كما أن مناهجه التي استخدمها في الفلسفة لا تزال مستخدمة حتى الوقت الحالي بشكلٍ كبيرٍ ليس في النقاشات الفلسفية فقط ولكن كوسيلةٍ تعليميةٍ أيضاً، فالمنهج السقراطي يعتمد على طرح الأسئلة ليس بهدف الحصول على إجاباتٍ ولكن بهدف تشغيل العقل بشكلٍ أكبر بالإضافة إلى إثراء الفهم بالنسبة لموضوع النقاش، فتعتمد إجابة هذه الأسئلة على الجدال الطويل وليس على الإجابات الفردية والسريعة.


وربّما كان من أكثر الأمور المثيرة للجدل في حياة سقراط هي طريقة موته والمحاكمة الظالمة التي تعرض لها؛ إذ تمّت محاكمة سقراط من قبل أثينا بوصفهم له بتخريب عقول الشباب في ذلك العهد عن طريق أفكاره الفلسفيّة. ووصف أفلاطون في حوار دفاع "سقراط" وفي كتابه الاعتذار (The Apology) كيفيّة محاكمته، بالإضافة إلى دفاعه الّذي بقي من خلاله ثابتاً على موقفه ومبادئه، وفي النهاية تمّ الحكم عليه بالإعدام عن طريق تجرّعه للسم، وهو ما قام بفعله بشجاعةٍ كببرةٍ وصفها بأنّها يجب أن تكون نفس الشجاعة التي يجب أن يلاقي بها الجندي حتفه دفاعاً عن أرضه، أمّا اللحظات الأخيرة لسقراط -والتي كان فيها يتجرّع السم وهو يبث مبادئه حتى اللحظة الأخيرة لتلاميذه ومن كان حوله وهم جميعاً غارقون بالبكاء عليه- فقد تمّ تمثيلها في لوحة موت سقراط للفنّان جاك لوي ديفيد.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل