حظي العالم العربي بالعديد من العلماء الذين استطاعوا أن يكونوا على رأس القوائم العربية ، ومن أهمهم هؤلاء العلماء الذين رسموا لنا خارطة الحياة الكريمة التي ساعدت العديد من الأشخاص من الاستعانة بهم للوصول إلى النقطة الأساسية من الرضا في الحياة التي نعيش بها ، وقد أصبح هؤلاء العلماء حديث التاريخ الحديث والقديم ، وأصبحوا على رأس كل الرؤساء الذين لم ينجزوا شيئاً في حياتهم غير القليل من الممارسات الخاطئة التي دمرت الشعوب أكثر من الافادة التي عمت عليها، موضوعنا سيدور عن العالم المؤرخ المشهور ابن خلدون ، فمن منا لم يسمع عن ابن خلدون ، وعن مقدمته العلمية التي طال في ذكره العديد من الأمور التي شرح من خلالها الكثير الكثير من النقاط التي أثرت ولا زالت تؤثر بنا حتى يومنا هذا .
وابن خلدون هو عالم أندلسي أي من بلد الأندلس ، ولد في تونس ، وكان مستقراً بها ، فنشا مع أهله وأهل قريته ، وعمل على اتقان كافة الأمور التي عجز عنها أقرانه منذ الصغر، و كان ابن خلدون ظاهرة غريبة منذ نعومة أظفاره ، فقد كان يهوى القراءة والمطالعة ، ويحب التنقل ، ويسأل عن كل شيء يدور حوله ، ولا يخجل من أي شيء قد يصل إليه ، بل وكان يدون كل ما يمر به ، حتى الذي كان يشعر بأنه ليس له أي أهمية وفائدة .
وعندما كان ابن خلدون قد بدأ في مرحلة الشباب عمل على دراسة القرأن الكريم ، وتدبر في معانيه ، حتى أنه أتم حفظه بالكامل ، وكان يعلم أن الله الخالق للكون هو الوحيد القادر على هدايته من أجل الوصول إلى مبتغاه ، فعمل على أن يتخذ اجراء احترازياً ، والهدف منه العمل على تدوين كافة الأمور التي تحدث في الحياة بصفة عامة ، وخاصة تلك التي تؤثر بشكل كبير، ومن أهمها الثورات التي طالت العالم في ذلك الوقت ، والتي أصبحت الملاذ الأمن للمؤرخين على مستوى العالم ككل ، كما استطاع ابن خلدون أن يبحر في سفينة العلم بكل ما أوتي من قوة ، فلبس لباس التقوى والورع ، والقوة والحزم ، وعمل على تدوين كل ما يدور حوله ، وجمعه في ديوان كامل .
وختاماً ، فإننا لا يمكن أن ننكر فضل هذا العالم ، وفضل العلماء الأخرين في الحفاظ على التاريخ ، وتدوينه وايصاله إلينا بكل حذافيره ، بدون أن يكون هناك أي تدخلات انسانية .
وعليه فإن هذا العالم كان لا بد أن يحظى بأهمية وفائدة العالم ككل ، ويعمل على تكوين الصورة التي أصبحت اليوم على تعرف على ما هى عليها اليوم ، وحتى أخر العمر .