كيف نتعلم الوضوء

لا يوجد أحد دخلَ هذه الحياة متعلّماً مُدركاً لكُلّ ما فيها، فهُناك أمور كثيرة في هذهِ الدُّنيا نتعلّمها من خلال حياتنا اليوميّة ومِن خلال خبرتنا المتراكمة في الحياة، فالحياة مدرسة، وما نتعلّمهُ في هذه الحياة يكون من خلال مُحيطنا الذي نعيش فيه كالأهل والأقارب والمدرسة والجامعة وغير ذلك، ونتعلّم في حياتنا أمور الدين وأمور الدنيا، وعلى الأسرة أن تُولي أبنائها عناية كاملة في تأسيسهم على العلوم الصحيحة حتّى يكونوا على أساس قويم من العلم النافع والمُفيد لهُم ولغيرهم، ومن أهمّ العُلوم التي ينبغي أن نتعلّمها هي العُلوم الشرعيّة وما يتصّل بها من تعلّم العبادات تعلّماً صحيحاً كما وردَ عن رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم، وفي هذا المقال سنتحدّث عن تعلّم الوضوء وكيفيّته وأهميّة الوضوء كذلك.

هوَ تحقيق الطهارة من الحدث الأصغر، وهوَ من شروط صحّة الصلاة، فلا صلاة بدون وضوء، والوضوء يعني الوضاءة والنقاء والطُّهر، ويكون الوضوء بالماء الطّاهر الذي لم تجري عليه نجاسة وللماء الطاهر أيضاً شروط تناولها العُلماء بالبحث والتمحيص، وفي حال عدم وُجود الماء فهُناك التيمم الذي هو بديل الوضوء حين انعدام الماء.

ليس الوضوء بالأمر الصعب وكذلك فإنَّ تعلّمه يسير جدّاً، وخصوصاً مع الممارسة والتطبيق، ويُفضّل أن يتم تعليمه للأبناء في سنيّ عمرهم الباكرة ليُصبح الوضوء سهلاً عليهم وميسّراً لهُم، ويكون تعليمهم الوضوء أو أي شخص لا يعرف الوضوء أن تتحدّث عن طريقة الوضوء وشروطه وحضور النيّة لذلك، ثُمّ تبدأ بالوضوء أمامهم لأوّل مرّة وبعد ذلك تجعلهُم يتوضئون أمامك وتصوّب لهُم ما تراه من أخطاء إن وجدت وهكذا يكون التعليم بالممارسة.

للوضوء كيفيّة وردت في صحيح الأحاديث الواردة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويبدأ الوضوء بالنيّة انّك تُريد الوضوء ولا يُشترط في النيّة أن تجهر بها، وبعد ذلك تبدأ بغسل يديك ثلاثاً، ثُمّ الاستنشاق والاستنثار ثلاثاً وهوَ أن تضع في كفك الماء فتجلبه إلى داخل أنفك وتطرحه بعد ذلك ويكون لثلاث مرات كما ذكرنا، ثُمّ بعد ذلك تبدأ بغسل وجهك ثلاث مرّات، ويليها غسل اليدين إلى المرفقين ثلاث مرات، ثُمّ تقوم بمسح رأسك من مقدمته إلى مؤخّرته ذهاباً وإياباً وبعد ذلك تمسح أذنيك، ثًمّ تقوم آخر الأمر بغسل رجليك ثلاث مرّات، وبهكذا تكون قد توضأت وضوءاً صحيحاً من أكمل وجوه الوضوء، ومن شروط الوضوء أن تكون في الوضوء الترتيب والموالاة.