التَّيمم
شرع الله سبحانه وتعالى الطَّهارة قبل أداء الصَّلاة من الحَدث الأصغر والأكبر بالماء الطَّهور وهو واجبٌ على كل مسلمٍ؛ لكن هناك حالاتٌ يتعذّر فيها إيجاد الماء أو يتعذّر استخدامه لتلوثٍ أو نجاسةٍ أو وباءٍ؛ وهنا جعل الله ما ينوب عن الماء وهو التَّيمم بالتُّراب من أجل التيسير على المسلمين ورفع الحرج عنهم.
التَّيمم في اللغة العربيّة هو القصد، وفي الشَّرع هو مسح الوجه واليدين بصعيد -أي ترابٍ له غبارٌ أو سبخةٍ أو رملٍ- بصفةٍ مخصوصةٍ، فالتُّراب مُطهرٍ مثله مثل الماء؛ قال صلّى الله عليه وسلّم: "وجُعلت تربتها (يعني: الأرض) لنا طهورًا".
الحالات التي ينوب التيمم عن الوضوء بالماء
صفة التَّيمم
كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا أدركتهم الصلاة؛ تيمَّموا بالأرض التي يُصَّلون عليها قال صلى الله عليه وسلم: "جُعلت لي الأرض مسجدًا وطَهورًا".
ويكون التَّيمم بأن يُفرج المسلم أصابع يديه ثُمّ يضرب بهما التُّراب ثُمّ يمسح وجهه بباطن أصابعه - وليس باطن كفيّه-، ثُمّ يمسح كفيّه براحتيّه ويعمّم الوجه والكفيّن بالمسح، وهذه هي الصفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ? وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ? وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى? أَوْ عَلَى? سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ? مَا يُرِيدُ الله لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَ?كِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".
الصفة الثانية أنْ يضرب التُّراب بكفيه مفرجتيّ الأصابع ثُمّ يمسح بها وجهه بباطن الأصابع، ثُمّ يضرب التُّراب ثانيةً ويمسح بها سائر البدن؛ فهذه صفة جائزةٌ عند علماء المسلمين لكنّها لم ترد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.