جدول المحتويات
الرثاء
يُصنّف الرّثاء على أنه أحدُ ضُروبِ الشعر العربي، وهو عبارةٌ عن ذِكر مَناقبِ الميت، وخصاله الحسنة التي كان يحملها في حياته، مثل: الكرم، والعفة، والشجاعة، وكل ما يمتّ للأخلاق الحميدة بصلة، ويمكن تعريفه على أنّه التفجّع على عزيزٍ وافته المنية، وفارق الحياة، وترك أثراً عميقاً في نفس الراثي.
عناصر قصيدة الرثاء
تُبنى قصيدةُ الرّثاء بالاعتماد على أربعةِ عناصر أساسية وهي:
- الاستهلال: وهو استفتاح القصيدة بذكرِ وفاة المرثي.
- التفجّع: وهو إظهار الحزن العميق الذي يَشعر به الشاعر تجاه الشخص المقصود من قصيدة الرّثاء، وهو ذكرُ زمان، ومكان، وطريقة وفاة المرثي، ويسعى الشاعر إلى ترك الأثر في نفس قارئ القصيدة؛ من خلال التطرق ووسائل لِمشاعر أهل الميت، ووصف حالهم.
- التأبين: وهو تضمين ما يتحلّى به المتوفّي من صفاتٍ وخصالٍ حسنة، وقد تتباين وفقاً للفئة العمريّة للشخص المرثي، فإذا كان المتوفي طفلاً فإن الخصال يكون ذكرها رمزياً، أمّا إذا كان شاباً أو كهلاً فإنّها تأتي صريحةً ومخصوصة، تعتمد على العقلانية والرُّشد والكرم.
- التأسّي والتعزي: وهي تقديم المواساة للنفس ولأهل الميت، وتعزيتهم، والدعوة لهم بالصبر على فراق المرثي.
أصناف الرثاء
يقسّم شعر الرّثاء في اللغة العربية إلى ثلاثة أصناف وفقاً لطبيعة المرثي، ويكون على النحو التالي:
- رثاء الإنسان، ويكون بذكر صفاتِ ومناقبِ شخصٍ عزيزٍ جداً، ويقسم إلى صنفين:
- الرّثاء العائلي: هو أن تختصّ القصيدة بشخصٍ مُتوفٍّ من أحد أفراد عائلة الشاعر كالوالدين، أو الأخت، أو الزوجة وغيرهم.
- رثاء الأصدقاء
- رثاء غير الإنسان: وقد يكون هذا النّوع مرتبطاً بالوطن، أو المدن، أو القصور كما جاء في رثاءِ الأندلس، أو الحيوانات كالخيول وغيرها،
- رثاءٌ من نوعٍ خاص، ويكون ذاتياً؛ أي يرثي الشاعر نفسه ويذكر مشاعره الأليمة التي يشعر بها نتيجة مصيبة، أو أمر ألمّ به، كالغربة، والحنين للوطن، والحنين للمحبوب، ورثاء الذات لما حلّ بها.
ألوان الرثاء
يأخذ الرثاء ثلاثة ألوان، وهي:
- النُدب.
- التأبين.
- العَزاء.
أشهر شعراء الرثاء
اشتهر بعض الشعراء دون غيرهم بكتابتهم لِقصائد الرثاء، ومن أشهر الشعراء الذين جاء بهم التاريخ، هم:
- فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك حين كتبت قصيدةَ رثاءٍ بأعز من فُقِدَ على وجه الأرض سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
- الشاعرة المخضرمة تماضر بنت عمرو السلمية الملقبة بالخنساء، وكانت مشهورةً برثائها لأخويها معاوية وصخر، وبالأخص صخر.
- الشاعر أبو ذؤيب الهذلي، وكان مشهوراً بقصائده في رثاءِ أبنائه الأربعة الذين وافتهم المَنية.
- الشاعر الحصري القيرواني، وهو شاعرٌ أعمى، كان قد رثى ابنه عبد الغني بعدّة قصائد وضمّها في ديوان واحد تحت عنوان اقتراح القريح واجتراح الجريح.
