ابن حزم طوق الحمامة
إن كتاب طوق الحمامة أو المسمى طوق الحمامة في الألفة والآلاف هو كتاب ومؤلف ودراسة لابن حزم الأندلسي وصف بأنه أدق وأعظم وأكمل ما كتب العرب والعالم كله في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه. وقد ترجم الكتاب إلى العديد من اللغات العالمية.
وإن اسم الكتاب كاملاً هو طوق الحمامة في الألفة والآلاف. ويحتوي,ويضم الكتاب على مجموعة من أخبار وأشعار وحكايات وقصص المحبين والعاشقين ، ويتناول الكتاب بالبحث والدَّرس مسألة عاطفة الحب الإنسانية على قاعدة تعتمد على شيء بل الكثير من التحليل النفسي والمنطقي من خلال الملاحظة والتجربة والدراسة . ففيه يعالج ابن حزم في أسلوب قصصي هذه العاطفة من منظور إنساني تحليلي علمي . والكتاب يُعد عملاً فريدًا عظيما متكاملا في بابه.
وهنا مختصرمن كتاب طوق الحمامة، أختصرته من غير تصريف الى الربع أو اقل من 24 ورقة وليس هذا من طول أو إملال في الكتاب ولكن لقصر الهمم وضيق الوقت لدي.
فالكتاب هو طوق الحمامة وما أدراك؟ تعرف ما هو طوق الحمامة؟ وتعرف على ما هى مواضيع طوق الحمامة: أنه الحب!! نعم الحب! والعشق و الأعجب من ذالك هو كاتب ومؤلف طوق الحمامة؟ تعلمون من هو؟: هو ابن حزم الأندلسي ! نعم الإمام ابن حزم محي الكتاب والسنة والشريعة وعلامة الأندلس صاحب المحلى في الفقه والإحكام في الأصول ، وهي أيضا رسالة كتبها إجابة لطلب صديق له.
فيكتب عن الحب –الذى فطرت النفوس السليمة على إستحسانه- ويحدثنا عنه ويخبر عن نفسه والحب، بحسن بينه وعذوبة ألفاظه وهو هنا الشاعر الأديب لا المجادل العنيد فإنها والله لتقطر حلاوة من غير رككة بل بنفس جزالة عبارته ودقة انتظام أفكاره ووضح معانيه فكان وقعها في النفوس لا يوصف ولكن يجرب!!! فخذ بحظك من هذا المختصر إن شئت أو دونك عنه وروم المعالي.
في الأُلفة والأُلاّف أبو محمد أحمد بن علي بن سعيد بن حزم الأندلسي
قال أبو محمد عفا الله عنه: احسن وأفضل ما أبتدئ به حمد الله عز وجل بتعرف ما هو أهله، ثم الصلاة على محمد عبده ورسوله خاصة، وعلى جميع أنبيائه عامة، وبعد.
وكلفتني أعزك الله أن أصنف لك رسالة في صفة الحب ومعانيه وأسبابه وأعراضه، وما يقع فيه وله على سبيل الحقيقة لا متزيداً ولا مفتنا، لكن مورداً لما يحضرني على وجهه وبحسب وقوعه، حيث انتهى حفظي وسعة باعي فيما أذكره، فبدرت إلى مرغوبك ولولا الإيجاب لك لما تكلفته، فهذا من الفقر، والأولى بنا مع قصر أعمارنا ألا نصرفها إلا فيما نرجو به رحب المنقلب وحسن المآب غداً. وإن كان القاضي حمام بن أحمد حدثني عن يحيى بن مالك عن عائذ بإسناد يرفعه إلى أبي الدرداء أنه قال: أجمعوا النفوس بشيء من الباطل ليكون عونا لها على الحق. ومن أقوال الصالحين من السلف المرضي. من لم يحسن يتفتى لم يحسن يتقوى. وفي بعض الأثر: أريحو النفوس فإنها تصدأ كما يصدأ الحديد.
وسأورد في نفي رسالتي هذه أشعاراً قلتها فيما شاهدته، فلا تنكر أنت ومن رآها على أني سالك فيها مسلك حاكي الحديث عن نفسه، فهذا مذهب المتحلين بقول الشعر، وأكثر من ذلك فإن إخواني يجمشوني القول فيما يعرض لهم على طرائقهم ومذاهبهم. وكفاني أني ذاكر لك ما عرض لي مما يشاكل ما نحوت نحوه وناسبه إلي.
والتزمت في كتابي هذا الوقوف عند حدك، والاقتصار على ما رأيت أوضح عندي بنقل الثقات، ودعني من أخبار الأعراب والمتقدمين، فسبيلهم غير سبيلنا، وقد كثرت الأخبار عنهم، وما مذهبي أن أنضي مطية سواي، ولا أتحلى بحلى مستعار، والله المستغفر والمستعان لا رب غيره.
تقسيم الرسالة
وقسمت رسالتي هذه على ثلاثين باباً، منها في أصول الحب عشرة فأولها هذا الباب، ثم باب في علامات و دلائل الحب، ثم باب فيه ذكر من أحب في النوم، ثم باب فيه ذكر من أحب بالوصف، ثم باب ذكر من أحب من نظرة واحدة ثم باب فيه ذكر من لا تصح محبته إلا مع المطاولة، ثم باب التعريض بالقول ثم باب الإشارة بالعي، ثم باب المراسلة، ثم باب السفير.
والكلام في باب ماهية الحب، ثم باب علامات و دلائل الحب، ثم باب من أحب بالوصف، ثم باب من أحب من نظرة واحدة، ثم باب من لا يحب إلا مع المطاولة، ثم باب من أحب صفة لم يحب بعدها غيرها مما يخالفها، ثم باب التعريض بالقول، ثم باب الإشارة بالعين، ثم باب المراسلة، ثم باب السفير، ثم باب طي السر، ثم باب إذاعته، ثم باب الطاعة، ثم باب المخالفة، ثم باب العاذل، ثم باب المساعد من الإخوان؛ ثم باب الرقيب، ثم باب الوشي، ثم باب الوصل، ثم باب الهجر، ثم باب الوفاء، ثم باب الغدر، ثم باب البين، ثم باب القنوع، ثم باب الضنى، ثم باب السلو ثم باب الموت؛ ثم باب قبح المعصية؛ ثم باب التعفف.