لا شكَّ بأنَّ المجتمعات تُبنى أساساً من خلال الأسرة التي هيَ الوحدة الأساسيّة في التكوين المُجتمعيّ والطيف الأساسي الذي تنبثق منه، والأسرة السليمة التي تربط بين أفرادها أواصر الاستقرار، والتفاهم، ومعرفة الحقوق والواجبات هيَ أُسرة قويّة مُتماسكة، وأهمّ ما يجب معرفته هوَ حقوق الوالدين وحقوق الزوجين، وحقوق الأبناء وهذهِ الحقوق يقع في مُقابلها واجبات يقوم بها كلّ فرد من أفراد الأسرة تجاه أسرته بحيث نكون منظومة مُتبادلة من الحقوق والواجبات.
ولا تكون الأسرة لولا وجود الوالدين، والذي جعلهما الله سُبحانهُ وتعالى سبباً من ما هى اسباب تكوين الأُُسر ووجود الذريّة التي هيَ سبب الحياة على الأرض ونشأة المُجتمعات، وفي هذا الموضوع سنتحدّث عن أهمّ حقوق الوالدين على أبنائهم، وبلا شكَّ فإنَّ المصدر الرئيس في توجيه الأبناء نحو برّ الآباء وطاعتهم هو التشريع الربّاني المتمثّل بالقرآن الكريم وبالسنّة النبويّة.
- الطاعة فيما يأمرون به ويطلبونهُ من أبنائهم، فالطاعة والامتثال لرغبة الوالدين ما لم تُخالف شرع الله، وما لم تكُن فيها مضرّة وإفساد.
- التلطّف والأدب في الحديث معهم، فلا يُعقل أن يُنادي الابن أباه أو أمّهُ وكأنّهُ يُنادي صديقه بطريقةٍ تعكس عدمَ الأدب والاحترام معهما، بل يجب أن نَستخدم العبارات وكلمات وعبارات المُحبّبة لهُم وأن نستخدم الأسلوب اللطيف الهادىء الذي يُظهر لهُم محبّتنا وتقديرنا.
- الإنفاق على الوالدين حقٌّ أصيل، وخصوصاً في حالة الحاجة لدى الوالدين من الفقر أو غيره، لأنَّ الولد مسؤول عن تأمين الكسوة، والمطعم، والمشرب لوالديه وقد أجمعَ العُلماء والفُقهاء على أنَّ نفقة الولد على والديه المعوزين واجبة.
- أن يتعاهد الولد والديه بالدعاء لهُما في ظهر الغيب، وفي صلاته وفي جوف الليل، لأنَّ الدعاء للوالدين باب من أبواب برّ الوالدين سواءً في حياتهما أو بعدَ موتهما.
- أن ينصحَ الولد والديه بالحُسنى وبالمعروف إذا وجَدَهُما على ضلالة أو على خطأ سواء كانَ دينيّاً أو من أمور الدنيا، فالوالد خُصوصاً إذا كانَ ولدُه من أصحاب الخبرة والدراية في مجال ما وأراد أحد الوالدين أن يضعَ مالهُ في شيءٍ ما أو أن يتقدّم بالعمل على مشورعٍ ما، وجب عليك في تلك الحالة أن تُعطيه المشورة الصائبة وأن تدلّه على الطريق الأمثل.
- أن يُراعي الولَد ضرورة اهتمامه بوالدته، ولا يعني ذلك أن ننسى الأب، بل الأمّ مُقدّمةٌ على الأب في البرّ ويجب أن تبرّها، فالجنّة تحت قدمها كمَا أوضح لنا هذا الأمر النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وبرّ الوالد هو أمر واجب فهوَ أوسط أبواب الجنّة.