تتجلّى خيريّة الأزواج الرّجال في حسن تعاملهم و عشرتهم مع أزواجهم ، فحين كان النّبي صلّى الله عليه و سلّم يمثّل أعلى درجات الرّقي في تعامله مع زوجاته ، كان لزاماً على رجال الأمّة أن يقتدوا به في ذلك ، و الحقيقة بأنّ المفاهيم في عصرنا الحاضر قد تغيّرت ، و أصبحت بوصلة السّلوك الإنساني منحرفةً عن ما رسمه الله سبحانه و تعالى للإنسان من منهجٍ قويم ٍو طريقٍ مستقيمٍ للبشر ، فكثيراً ما تقابل رجالاً يفتخرون بسوء معاملتهم لزوجاتهم ، و ربما وصل بالبعض منهم أن يضرب لزوجته ، و تراه يحمّلها ما لا تطيق من الأعمال ، و يطلب منها العمل خارج المنزل و المشاركة في النّفقة قسراً ، و قد أغفل هؤلاء الجهلة من الرّجال منهج الله و سنّة النّبي الكريم عليه الصّلاة و السّلام ، فقد بيّن القرآن الكريم حقيقة العلاقة بين الأزواج بقوله سبحانه ( هنّ لباسٌ لكم و أنتم لباسٌ لهنّ ) ، و تخيّل مدى ارتباط اللباس بالجسد و التصاقه ، و كيف يكون أقرب شيءٍ للإنسان هو اللّباس الذي يحيط به و يحميه ، و اللّباس هو السّاتر لعورات الإنسان ، و الحامي له من عوامل البيئة و ظروفها من بردٍ و حرٍّ ، و لكن ما نريد أن نتعرف عليه باختصارٍ و بيانٍ ، قواعد العلاقة التي تحكم تعامل الزّوج مع زوجته ؟ .
فأوّل قاعدةٍ هي المعاشرة بالمعروف ، و لا شكّ بأنّ المعاشرة بين الزّوج و زوجته يجب أن تكون مبنيّةٌ على الاحترام المتبادل ، و التّقدير لجهد الزّوجة و تعبها ، و ممّا يزيل تعب الزّوجة و نصبها كلمةً طيّبةً من الزّوج تجلي همّ الزّوجة ، و لا يدري كثيرٌ من رجالنا مدى تأثير ونتائج الكلمة الطّيّبة في نفس الزّوجة ، و كذلك أن يراعي بأنّ المرأة تخطئ و قد يكون فيها صفاتٍ سيّئةٍ أحياناً و لكن مع الصّبر و العشرة و اكتشاف الصّفات الجميلة تستمرّ الحياة الزّوجيّة .
و إنّ الإيمان بأنّ الزّوجة ضعيفةً رقيقةً في مشاعرها و عواطفها ، و بالتّالي يتجنّب الزّوج كلّ ما يخدش مشاعرها أو يجرح إحساسها ، فربّ كلمةٍ ألقيت من غير بالٍ ، أحدثت في نفس الزّوجة أشدّ الجروح و أنكأها ، و قد وصف النّبي عليه الصّلاة و السّلام النّساء بالقوارير كناية عن رقّة مشاعرهنّ .
