حين يتزوّج الإنسان و يدخل مرحلة الحياة الزّوجيّة يسعى لأن يبني أسرةً صالحةً سعيدة ، و حين ينجح الإنسان في بنائها فإنّها تكون لبنةً صالحةً نافعةً في بناء المجمتع و خدمته ، و إذا تحقّق عنصر السّعادة في الأسرة كانت أقدر على البذل و العطاء ، والأسرة التي تعاني من مشاكل وعيوب و يسيطر على أفرادها اليأس و القلق تكون عاجزةً عن أداء مهامها بصورةٍ صحيحةٍ ، كما تكون عاجزةً عن خدمة مجتمعها ، لذلك على الإنسان أن يسعى لبناء مثل هذه الأسرة ، و لا شكّ بأنّه يشكّل تحدّياً للكثيرين ، فماهو المنهج و الأسلوب الذي يتمكّن به الإنسان من بناء أسرةٍ سعيدةٍ ؟ .
إنّ أوّل شيءٍ ينبغي على الرّجل و المرأة في الأسرة أن يراعوهما تحقيق جوّ من السّكينة و الودّ يلمسها أطفالهم ، في علاقاتهم فيما بينهم ، و في علاقاتهم مع النّاس ، فالأسرة التي تكثر فيها المشاكل وعيوب و الخلافات هي أكثر عرضةً للتفكّك و انعدام الأمان ، كما تسبب الخلافات بين الزّوجين الكثير من المشاكل وعيوب النّفسيّة للأولاد يشعرون بها عندما يكبرون في صورة عقدٍ نفسيّةٍ و أمراض ، فعلى الزّوجين الحرص على الابتعاد عن المشاكل وعيوب و خاصّةً أمام الأولاد لما لها من آثارٍ سيّئة . و على الوالدين تربية أولادهم على الدّين و الالتزام بمنهج الله تعالى ، فإذا تربّى الولد على دينه و تحلّى بالأخلاق الحميدة في صغره ، شعر بالسّعادة في قلبه و عبّر عنها في سلوكياتٍ تسهم في إشاعة جوّ من الودّ و الألفة بعيداً عن الشّحناء و البغضاء ، و حين يدرك حقّ والديه عليه من طاعةٍ و برٍّ ، فإنّه يسعى لارضائهما بكلّ ما أوتي من قوّةٍ لأنّه يعلم بأنّ الله سوف يثيبه على ذلك .
و على الرّجل أن يدرك أنّه مسؤولٌ أمام الله تعالى عن أسرته و تأمين قوتها ، فيسعى لأجل ذلك بالالبحث عن مصادر المال الحلال بالعمل أو التّجارة ، فالمال بلا شكّ و إن لم يكن غايةً إلا أنّه وسيلةٌ هامّةٌ لتحقيق السّعادة ، فلا حرج بإن يجمع الإنسان المال لأجل ذلك ، ما دام أنّه تحرّى الحلال و الحرام في رزقه ، و لم يكن جمع المال همّه الشّاغل .