التدخين، آفةٌ اجتماعيةٌ وصحيةٌ خطيرة، وهو من أكثر العادات السلبيّة التي يمارسها ملايين البشر. يُعتبر التدخين سبباً رئيسياً للكثير من الأمراض الخطيرة، مثل السرطان، وخصوصاً سرطان الرئة، وكذلك أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، كما يُسبّب رائحةً كريهةً للفم، والملابس، ويُسبّب تشوّهات الأجنة، وكثرة السعال، وتراكم البلغم في رئتي المدخن، والإصابة بمرض الربو التحسسي، والإصابة بتصلب الشرايين، والجلطات الدموية، وتدمير أغشية الأوعية الدموية الداخلية، وفقدانها لمرونتها، والإدمان على هذه العادة السيئة.
يحتوي التبغ الذي يتنفّسه الأشخاص عند التدخين على أكثر من أربعمئة مادة عالية السمية، مثل: أول أكسيد الكربون، والزرنيخ، والسناج، وثاني أكسيد الكربون، والرصاص، والنيكوتين، والسيانيد، والنفتالين، وغيرها الكثير، التي تندمج مع دم المدخن، وتتسبّب بمشاكل وعيوب مع الزمن، كما تؤذي الأشخاص المتواجدين حوله، وتترسّب في حويصلاته الرئوية.
من آثار التدخين أيضاً أنّه يتسبّب بالخسارات الاقتصادية على مستوى الفرد والدولة؛ فالمدخن يحتاج لتناول السجائر في كل وقت، ويعتبرها مخدراً لدمه، إن غاب عنه انقلب مزاجه إلى مزاجٍ عصبي، ومتوتر، وفي كل عامٍ تدفع الدول ملايين من الأموال ثمن أدوية للأمراض وثمن علاج و دواء الأشخاص الذين يمرضون بسبب التدخين، خصوصاً أن التدخين يُضعف جهاز المناعة.
التدخين أيضاً يتسبّب بالسيئات، فقد حرّمته بعض الشرائع لأنّ القاعدة الشرعية تقول " لا ضرر ولا ضرار "، وكل ما يضر الجسم والنفس فهو حرام، والتدخين يفعل هذا كله، كما أن الله سبحانه وتعالى جعل أجسامنا وديعةً بين أيدينا، وأي إهمالٍ أو تقصيرٍ أو ضرر، يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
في الوقت الحاضر، أصبح التدخين يأخذ أشكالاً كثيرةً، ولم يعد مجرد سيجارة ملفوفة، وإنما تطوّر لشرب الأرجيلة، التي يعادل ضررها مئات الأضعاف من أضرار السيجارة، والبعض يدخن الغليون، وقد انتشرت ظاهرة الأرجيلة في أوساط الشباب والمراهقين، وطلبة الجامعات والمدارس، وحتى بين الفتيات للدرجة التي جعلت البعض يعتبرون التدخين دليلاً على الرقي والتطور، وزيادة الثقة بالنفس.
أثبتت الدراسات أن التدخين سبب رئيسي في الإصابة بالإعاقات، وتشوهات الأجنة، والإجهاض، كما أنه سببٌ رئيسي للموت المفاجئ، وارتفاع نسبة الكولسترول الضار في الجسم، وشحوب لون البشرة، وميل اللثة والشفاه إلى اللون الأسود، وانحسار اللثة عن الأسنان، واسوداد لون الأسنان، واصفرار اللسان.
وأخيراً، إنّ الشخص المدخن عبدٌ لهذه العادة السيئة، يلهث لإحراق السيجارة التي يحرق بها عمره، دون أن يدرك أنه يضع في جسده الكثير من الأمراض، وهو يلهث وراء متعةٍ آنية، تزول، ويبقى أثرها السيئ.