الشاعرة حنين عمر
هي شاعرة جزائرية من أم عراقية الأصل، وهي طبيبة، لقبت ب "تلميذة نزار قباني" وقد تتلمذت على يده من عمر التاسعة، هي شاعرة رومانسية من أتباع المذهب الرومانسي في التعبير عن مشاعرها وصياغه أشعارها، ومحور قصائدها تدور حول المرأة ورؤيتها والتعبير عن المشاعر والأحلام والطموحات التي ترغب بها أية إمرأة.
ومن أهم دواوينها التي تم نشرها: ديوان "حين تبتسم الملائكة"؛ حيث نشرته في عام 2003م، وأيضا هناك ديوان "سر الغجر" والذي نشرته في عام 2009. وتم اختيارها في عام 2009 م لتكون من بين أسماء احسن وأفضل ثلاثين شاعرا في الشعر العربي المعاصر الإبداعي خلال الخمسين سنة الماضية، وشاركت الشاعرة في برنامج قناة أبو ظبي المعروف "أمير الشعراء"، وذلك في عام 2007م، وهوايتها المفضلة هي الرسم.
قصيدة ماذا بعد
قصيدة "ماذا بعد" التي سنذكرها في مقالنا سبق أن اختارها النجم العراقي المعروف "كاظم الساهر" لتكون إحدى أغانيه الشهيرة والمعروفة وذلك في عام 2011م، وقد عبر كاظم الساهر عن إعجابه بهذه القصيدة، وهو اختارها لتكون إحدى أغانيه لأن كلماتها تفرض نفسها، ورأى بأنها احسن وأفضل أغاني ألبومه التي أصدرها فيه. وقد فتحت شهرة هذه الأغنية على الشاعرة أبوابا كثيرة عالمية؛ حيث إن المغني التركي "آرسين" تعاون مع الشاعرة في إحدى أغنياته، وقد مزجت القصيدة بين اللغة العربية الفصيحة واللحن التركي الأصيل.
وهذا كله لم ينفك أن فتح أمام الشاعرة أبواب هوليوود؛ حيث تم اختيارها لتقوم بإنتاج قصيدة أجنبية هي "وايت رابيت" بنسخة عربية فصيحة تجمع بين الطابع الاجتماعي والفلسفي في الفيلم الأمريكي المعروف "الكفاح الأمريكي"، والذي حاز على جوائز عدة، ونال إعجاب النقاد، وقد كانت مهمة الشاعرة الصعبة أن تحول هذه القصيدة المعروفة والتي تم غناؤها بأسلوب الروك أند رول الأمريكي إلى قصيدة تتناسب مع الموسيقى العربية بكلماتها وألحانها، ومما لا شك فيه أن هذه المهمة الصعبة شكلت تحديا بالنسبة للشاعرة، إلا أنها قد نجحت في أداء هذه المهمة بامتياز.
وفي عام 2014م قام ملتقى "الكاتبات الجزائريات" بتكريم الكاتبة الجزائرية هذه نتيجة مسيرتها الأدبية والإبداعية المميزة، وأيضا تم اختيارها ضمن قائمة احسن وأفضل خمسين امرأة عربية مميزة في العام الماضي من مجلة "سيدتي"، وتم اختيارها أيضا لتكون ضمن فريق "فيلم الكفاح الأمريكي" الناجح.
وفي القصيدة تتحدث بطلة القصيدة إلى محبوبها وتبدأ رسالتها إليه بشكره على جرحه لها وعدم اهتمامه بها، وكذلك تشكو من آلام الفراق ولوعة الحب والمحبوب. والقصيدة تتبع أشكال القصائد العربية المعاصرة؛ فهي تعتمد في بنائها الشعري على الشعر العربي الحر الذي يتحرر من نظام القافية الموحدة ونظام الشطرين، فنجد أن الكاتبة نوعت في قوافي القصيدة، واعتمدت نظام الشطر الشعري وليس نظام الشطرين. ولغة القصيدة سهلة وسلسة، وتعتمد على البلاغة في التصوير، والتشبيهات التي استخدمتها الشاعرة.
كلمات وعبارات قصيدة ماذا بعد
ماذا بعد سكين غدرك بالحشى تتربع
سلمت يداك بقدر ما اتوجع
" كم ذا أقول لمهجتي" لا تعشقي
فالعشق من دمعاتنا يترصع
حذرت قلبي من هواك وناره
لكن قلبي لا يرى أو يسمع
يا من لحبك قد رهنت مشاعري
فخسرت عمرا لا أظنه يرجع
إني غفرت لك الذنوب جميعها
وأدنتني ظلمآ فماذا أصنع؟
وزرعت دربك بالورد فدستها
فخسارة وردي وما لك أزرع
يا من شغلت بقعطه ووصاله
والعين من ذكراه شوقا تدمع
يا من أضيق بحبه وغرامه
وبقربه كل المضائق أوسع
ضاعت بنا سفن الهوى وبحاره
والموج ينزلني إليك ويرفع
الله ما أقوى اشتياقه ذا الذي
ذبح الفؤاد فصافحته الأضلع
ما زال في ليل المدينة عطره
يمشي فأمشي من وراءه اتبع
ما زلت أحلم أن أعانق وجهه
والعين من ذكراه شوقا تدمع
إن كنت تبحث لي علاجا نافعا
إني قتيل هل علاج و دواء ينفع؟
يا من بذلت له حياتي كلها
وبقيت وحدي في وصاله أطمع
يا من هواه أهانني وأذلني
فمضى بألوان الأذية يبدع
شكرا لطعنتك التي في داخلي
والسيف في قلبي بحقد يقطع
شكرا له الجرح الذي سببته
دعها سكاكين الأذى لا تشبع
قلب أحبك بالخيانة صنته
نعم المكارم في يديك تجمع
لاشيء ظل من الملامة بيننا
صمت الحنين لكي تبوح الأدمع
لاشيء شكرا ثم شكرا قاتلي
من يشتري حبا عذابايدفع