الدولة الأموية
يقول ابن خلدون:" إنَّ دولة معاوية وأخباره كان ينبغي أن تلحق بدولة الخلفاء الراشدين وأخبارهم فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة"، كما قال الخضري بك:" والعجيب في أمر هذه الدولة القوية مع ما نالها من المصائب والفتن والثورات أنها لم تظهر أمام الأمم الأخرى بمظهر الضعف إلّا في فترةٍ وجيزةٍ جداً".
بدأت الدولة الأموية بخلافة معاوية بن أبي سفيان الأموي بعد وفاة علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه، واستمرت حتى استطاع العباس أن يأخذ الحكم لتبدأ فترة الدولة العباسية.
معاوية بن أبي يسفيان
هو معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمسٍ بن عبد منافٍ بن قصي بن كلاب، أبو عبد الرحمن القرشي الأموي المكي.
ولد معاوية قبل بعثة النبي صلى الله عليه السلام بخمس سنواتٍ، وقيل بسبع سنين، وهناك من قال بثلاث عشرة سنة، كان معاوية يتصف بالطول والبياض والجمال والهيبة.
إسلام معاوية بن أبي سفيان
أسلم معاوية بن أبي سفيان قبل فتح مكة وأخفى إسلامه، وقيل أنه أسلم يوم الفتح، ثم أسلم أبو سفيان والد معاوية قبل فتح مكة بفترةٍ قليلة، ثم أسلمت هند والدة معاوية يوم الفتح.
لقد حسن إسلام معاوية وكان ممن دعا له النبي صلى الله عليه وسلّم بأن يكون هادياً ومهدياً ويهدي به، ولقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلّم لأنه لازمه بعد فح مكة حيث كان عمره وقت الفتح ثمانية عشر عاماً.
خلافة معاوية بن أبي سفيان
لقد شارك معاوية بن أبي سفيان بالكثير من الفتوحات والمعارك التي خاضها المسلمون في عهد الخلفاء الراشدين، وقد استلم معاوية الخلافة بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه عنها حقناً لدماء المسلمين، وكان ذلك في ربيع الأول من سنة 41هــ.
ابتهج المسلمون بالتوحد مرةً أخرى بعد التفرّق الذي أصابهم حول الخلافة، وسمي العام الذي تنازل الحسن عن الخلافة بعام الجماعة، وبايعه جميع المسلمين خليفةً لهم.
استطاع معاوية قيادة المسلمين فقد كان يتصف بالعلم والفقه حيث استفاد من تربية الرسول له، كما كان حليماً ويعفو عنمن يسيء له ويكظم غيظه، وفي نفس الوقت اتصف بالدهاء والحيلة وهذا ساعده في فتح الكثير من البلاد الإسلامية، وقد كان يفتح المجال أمام حرية التعبير وإبداء الرأي ما دام ضمن التعبير السلمي. توفي معاوية في شهر رجب سنة 60 هـ بعد أن أوصى بالخلافة لابنه يزيد، وقد استمرت خلافته 19 عاماً.