سعد زغلول هو ابرز زعماء مصر الوطنيين على مدار التاريخ ، شغل العديد من المناصب السياسية كرئاسة الوزراء ، ورئاسة مجلس الأمة ، وهو قائد ثورة عام 1919م .
ولد زغلول عام 1858م في قرية أبيانة في محافظة الغربية ( كفر الشيخ ) ، توفي والده وهو في الخامسة من عمره ، تلقى تعليمه في الكتّاب ، ومن ثم التحق بالأزهر وتتلمذ على يد جمال الدين الأفغاني و الشيخ محمد عبده ، تأثر كثيرا بجمال الدين الأفغاني وكان دوما ملازما له كما الكثيرين من زملائه ، وعمل معه في جريدة ( الوقائع المصرية ) ، يليها عمل كمعاون في نظارة الداخلية ، لم تطل فترة خدمته هناك فقد فصل من وظيفته لاشتراكه بثورة عرابي ، تحولل للعمل بالمحاماة ، وتم القاء القبض عليه بتهمة الإشتراك في تنظيم ( جمعية الإنتقام ) ، بقي في المعتقل لمدة ثلاثة أشهر ، وبعد خروجه عاد إلى المحاماة ، ودخل دائرة أصدقاء الإنجليز ، ساعدته في هذا الأمر الأميرة نازلي ، حيث تعلم اللغة الإنجليزية ، وعقد قرانه على كريمة مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت ، وبعد اتقانه للغة الإنجليزية تعلم اللغة الفرنسية .
شغل زغلول وظيفة وكيلاً للنيابة ، تعرف على قاسم أمين الذي كان زميلا له في تلك الوظيفة ، واصبح بعدها وكيلاً للنيابة ، وحصد لقب الباكوية ، يليها أصبح نائباً لقاض ، في تلك الفترة حصل على ليسانس حقوق عام 1897م ، و انضم زغلول للجناح السياسي لفئة ( المنار ) ، والتي كانت تضم أدباء وسياسيين ومصلحين إجتماعيين وأزهريين ، وشارك في الحملة الداعية لإنشاء الجامعة المصرية ، وكان من أول الأشخاص الذين آزروا قاسم أمين في الهجوم الذي تلقاه الأخير عن اصدار كتابه ( تحرير المرأة ) ، ودعمه ودافع عنه .
وضع زغلول حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية كأحد المساهمين في إنشائها جنباً إلى جنب مع محمد عبده قاسم أمين ومحمد فريد والعمل على إنشاء الجامعة ( الجامعة الأميركية حالياً ) ، في قصر جناكليس وتم تعيين أحمد لطفي السيد أول رئيسٍ لها، و ساهم زغلول في تأسيس النادي الأهلي ، وتولى رئاسته .
إبّان الحرب العالمية الأولى ، تزعم زغلول المعارضة في الجمعية التشريعية والتي كانت النواة لجماعة الوفد التي طالبت بالإستقلال والغاء الحماية . الأمر الذي أدى إلى نفي زغلول إلى جزيرة مالطا في المتوسط، أدى غياب زغلول إلى حدوث اضطرابات انتهت بقيام ثورة 1919م ( الثورة المصرية ) ، عاد زغلول من منفاه وقاد القوى الوطنية ، حتى إجراء الإنتخابات عام 1924م ، وكانت النتيجة فوز حزب الوفد بالأغلبية الساحقة . وبعد أسبوعين تم تعيين زغلول رئيسا لحزب الوفد .
راودت زغلول فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن قضايا الشارع المصري عام 1918م ، وتشكل هذا الوفد الذي كان يضم بالإضافة إلى زغلول ، علي الشعراوي وعبد العزيز فهمي وآخرين إجتمعوا تحت مسمى ( الوفد المصري ) ، وتوفي سعد باشا زغلول في الثالث والعشرين من شهر آب عام 1927م ، ودفن في بيت الأمة .