حين تتحدّث عن صدّام حسين فإنّك بلا شكّ تذكر واحداً من أهمّ القادة الذين حكموا العراق في العصر الحديث، وقد مثّلت الفترة التي حكم فيها واحدةً من أهمّ المراحل التي مرّت على العراق الحديث، وقد ولد صدّام حسين عبد المجيد التّكريتي في بلدة العوجة قرب مدينة تكريت التي تقع في محافظة صلاح الدّين شمال غرب العراق، وقد نشأ صدّام حسين في أسرةٍ فقيرة لا تكاد تملك قوت يومها، وقد توفّي أبوه قبل ثلاثة أشهر من مولده، ليتربّى صدّام حسين يتيم الأب ويتكفل برعايته وتعليمه بعد ذلك خاله خير الله طلفاح الذي تأثّر صدام بشخصيّته وأخذ عنه الكثير، وقد ردّ صدّام حسين جميل خاله عليه بأن عيّنه محافظًا لمدينة بغداد حين تولّى الرّئاسة سنة 1979، وقد أثّرت حياة صدّام حسين الصّعبة على شخصيّته، حيث عاش مكافحًا يرعى الغنم أحيانًا ويبيع البّطيخ أحيانًا أخرى عند مواقف القطارات، وقد التحق في شبابه وعند إنهائه دراسته الثّانوية بكلية الحقوق بالقاهرة، إلا أنّ وتيرة الأحداث التي حصلت في العراق والإنقلاب البعثي الذي تمكّن من الإمساك بزمام القيادة في العراق جعلت صدام يترك دراسته الجامعيّة ليعود إلى بلده ويتولى تدريجيًّا مناصب حساسّة في البلد لما كان يتمتّع به من علاقات مع قيادات البعث وعلاقة حميمة مع الرّئيس أحمد حسن البكر الذي جعل صدّام نائبًا له إلى أن استقال الرّئيس أحمد حسن البكر عام 1979 ليتولّى صدّام مسؤوليّة قيادة العراق، وفور توليه السّلطه قام بالإفراج عن كثيرٍ من المعتقلين إلى جانب تطهير حزبه من الجواسيس المندسّين بزعمه حيث تمت تصفيتهم وإعدامهم بشكلٍ مرعب.
وقد شهدت فترة حكم صدّام حسين كثيرًا من الأحداث والمنعطفات التّاريخية المهمّة، فحصلت في عهده حرب الخليج الأولى مع إيران حيث استمرت ما يقارب ثماني سنوات أنهك فيها الجيش العراقي بشكلٍ كبير وخرج العراق منها مدينًا لدول الخليج وغيرها بمليارات الدّولارات، وما إن جاءت المناسبة الثّانية لانتهاء الحرب العراقيّة الإيرانيّة حتى أقدم صدّام حسين في صبيحة يوم 2 أغسطس 1990 على إحتلال دولة الكويت، وقد شنّت عليه قوات التّحالف حربًا أخرجته من الكويت سنة 1991، ومنذ ذلك التّاريخ والعراق محاصر اقتصاديًّا ودوليًّا.
إقرأ أيضا : حكمة صدام حسين
وفي سنة 2003 شنّت الولايات المتحدة حربًا على العراق بذريعة امتلاك السّلاح النّووي، وسقط نظام صدام حسين واعتقل بعد هروبه وحوكم بتهم كثيرة حتّى صدر حكم الإعدام عليه ونفذ يوم 30 ديسمبر 2006 لتطوى بذلك صفحات من سيرة قائدٍ أثار كثيراً من الجدل على السّاحة العربيّة والدّوليّة ولسنوات طويلة.
