جمهورية تشيلي
تقع جمهورية تشيلي في المنطقة المسماة بالمخروط الجنوبي، وهي تلك المنطقة الكائنة في الجنوب الأقصى من قارة أمريكا الجنوبية، وبالتحديد في الجزء الغربي من القارة، وتشترك مع المحيط الهادي بسواحل تمتد إلى نحو 4828 كيلومتر، وتصل مساحة البلاد الإجمالية إلى 756.626 كم2، ويقيم فيها وفقاً لإحصائيات عام 2011م نحو 17.270.000 نسمة، وتتخذ من مدينة سانتياغو عاصمة لها، وتعتبر اللغة الإسبانية هي اللغة الرسمية في البلاد.
تاريخياً، يذكر بأن تشيلي قد خضعت للغزو الإسباني في منتصف القرن السادس عشر، وحاولوا فرض حكم الأنكا في الأجزاء الشمالية والوسطى من البلاد إلا أن ذلك فشل فشلاً ذريعاً، وكانت قد حصلت على استقلالها عن الاحتلال الإسباني في عام 1818م، وبدأت الجمهورية بالاستبداد بشكل علني في عام 1830م.
تعّد تشيلي في وقتنا الحاضر واحدة من بين الدول المستقرة في قارة أمريكا الجنوبية، وهي من ضمن الدول المصنفة عالمياً من حيث التنمية البشرية والقدرة التنافسية والحرية الاقتصادية وغيرها، كما تتصدّر مراتب متقدمة على مستوى الإقليم من حيث الاستدامة، وتنضم الجمهورية لعضوية الأمم المتحدة، واتحاد دول أمريكا الجنوبية، ومنطقة البحر الكاريبي، ودول أمريكا اللاتينية.
التسمية
تضاربت الآراء حول سبب تسمية تشيلي بهذا الاسم، إذ يقول المؤرخون بأن أصول الكلمة تعود إلى القرن السابع حيث الاحتلال الإسباني، وكان اسمها حينها دييغو دي روزاليس، وأطلق الأنكا اسم تشيلي على وادي أكونكاجوا والمستمد من اسم الزعيم القبلي Picunche و Tili الذي كان قد خضعت المنطقة لحكمه في القرن الخامس عشر.
الجغرافيا
تشترك جمهورية تشيلي بحدود مع البيرو من الجزء الشمالي، ومن الجزء الشمالي الشرقي تشترك بحدود مع بوليفيا، أما من الجهة الشرقية فتشترك مع الأرجنيتن، ومن الغرب بحدود مائية مع المحيط الهادئ.
تمتد في الأراضي التشيلية سلسلة جبال الأنديز وتعتبر حدوداً مع كل من بوليفيا والأرجنتين، وتتخذ موقعاً لها فوق حزام رئيسي في منطقة زلزالية، وبذلك تعتبر المنطقة بأنها مهيأة لحدوث الزلازل أو هجوم أمواج البحر العاتية، وتصنّف المنطقة إدارياً إلى ثلاث مناطق إقليمية، وهي:
- إقليم الصحراء الشمالية، يمتد بدءاً من الجزء الجنوبي حيث حدود البيرو وصولاً إلى مدينة فالباريسو حيث نهر أكونكاغوا شمالي المدينة، وتصل مساحتها الإجمالية إلى نحو 1600 كم2، وتسمى بالشمال العظيم.
- إقليم الوادي الأوسط، وتبلغ المساحة الإجمالية له ما يقارب 1000 كم2، وينحدر بدءاً من نهر أكونكاجوا وصولاً إلى بورتو مونت، ويعتبر المركز الرئيسي للبلاد نظراً لتكتل المنشآت الصناعية به.
- إقليم الأرخبيل، ويطلق عليه اسم كيب هورن، وتصل مساحته إلى ألف وستمائة كم2، يمتاز بقساوة مناخه حيث يعتبر مرتعاً للرياح، وكما تتصف تضاريسه بالوعورة حيث المنحدرات الصخرية الحادة.
المناخ
تتأثر البلاد بمناخ مختلف تماماً عن باقي الدول، ويعود السبب في ذلك موقعها إلى الجنوب من خط الاستواء، إذ تتباين مواقيت فصول السنة فيها مع الدول الواقعة إلى الشمال من خط الاستواء، إذ يأتي عليها فصل الصيف في الفترة الممتدة ما بين نهايات شهر ديسمبر وحتى أواخر شهر آذار، أما فصل الشتاء فيبدأ مع نهايات شهر حزيران وحتى نهاية شهر سبتمبر.
تفتقر البلاد للهطول المطري لعدة سنوات خاصة في إقليم الصحراء الشمالية، وبالرغم من ذلك إلا أنه لا يمكن وصف مناخها بالحار ويعزى السبب في ذلك إلى هبوب الرياح المتأثرة بتيار البيرو فتمنح الجو البرودة وتشكّل الغيوم بها، وكما تشهد المناطق الساحلية من البلاد تكاثف الضباب.
الاقتصاد
أوضح البنك الدولي بأن الاقتصاد التشيلي يمكن وصفه بأنه ذو دخل مرتفع، وتتصدّر البلاد مراتب متقدمة على مستوى الدول الأمريكية اللاتينية في كافة مجالات الاقتصاد كالقدرة التنافسية والعولمة وغيرها.
يتمركز الثلث الاحتياطي العالمي من معدن النحاس في تشيلي، إذ تعتبر الدولة الأكبر عالمياً من حيث استخراج نترات النحاس الطبيعية، كما أنها انضمت للدول المصدرة للبترول، والذهب والفضة والمنغنيز والحديد، وساهمت هذه المعادن بتطوير العملية التصنيعية في البلاد فأقيمت المصانع الكبرى بها الخاصة بصناعة الصلب وصهر الحديد والصناعات الغذائية.