الأردن في عهد الدولة العثمانية
في عام ألفٍ وخمسمئةٍ وستة عشر للميلاد أصبحت الأردن جزءاً من الإمبراطوريّة العثمانيّة، وبقيت على هذا الحال حتى سقوط الامبراطوريّة، وانسحاب الأتراك سنة ألفٍ وتسعمئةٍ وثماني عشرة للميلاد، حيث انضمت الأردن بعدها إلى الدولة الفيصليّة السوريّة، وبقيت تابعةً لها حتى مجيء الانتداب الفرنسي، الذي أنهى الحكم الفيصلي في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وعشرين.
بقيت الأردن بعد هذا التاريخ دون حكومةٍ مركزيّة، حيث تشكّلت فيها العديد من الحكومات المحليّة، كحكومة عجلون التي ترأسها (القائمقام علي خلقي الشرايري) والحكومة التي قام شكّلها الشيخ كليب الشريدة، والتي أطلق عليها حكومة دير يوسف، وحكومة جرش التي ترأسها محمد علي المغربي، والعديد من الحكومات الأخرى التي استمرّت قائمة حتى قدوم الأمير عبد الله بن الحسين الأول إلى مدينة معان، في الحادي والعشرين من شهر تشرين الثاني لعام ألفٍ وتسعمئةٍ وعشرين.
تأسيس إمارة شرق الأردن
مكث الأمير عبد الله الأول في مدينة معان بضعة أشهر، توجّه بعدها إلى مدينة عمان في الثّاني من آذار عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وعشرين، حيث أسّس إمارة شرقي الأردن، واضعاً بهذا العمل حدّاً للحكومات المحليّة الإقليميّة المبعثرة في كل مكان، ومن هنا تمكّن من توحيد الأردن تحت سلطةٍ مركزيّةٍ واحدة.
كانت الإمارة تتمتع باستقلالٍ داخليٍ تام، أما فيما يتعلّق بالشؤون الخارجيّة فقد كانت تقبع تحت سيطرة الانتداب البريطاني الذي أقرّه مؤتمر سان ريمو في الخامس والعشرين من نيسان عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وعشرين، حيث وقّعت دول الحلفاء على هذا القرار وأقرّته.
تشكيل أول حكومات الأردن
بعد تأسيس الإمارة عمل الأمير عبد الله الأول أول عملٍ دستوري، وذلك عن طريق تشكيل أول حكومة في الحادي عشر من نيسان عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وعشرين، حيث كلّف رشيد طليع بتشكيل هذه الحكومة، وتم إطلاق اسم (مجلس المشاورين) على مجلس الحكومة التي ترأسها رشيد بك طليع، وقد حققت هذه الحكومة العديد من الإنجازات المهمة، ومنها: إقرار مجلس المشاورين بشكلٍ رسميّ، وتقسيم إمارة شرقي الأردن إلى ألويةٍ ثلاث، وهي: السلط وإربد والكرك.
وقد تعرّضت الحكومة للعديد من العراقيل والصعوبات، ومن أهمها العصيان الذي حدث في الكورة، والذي أدّى بدوره إلى إنهاك حكومة رشيد طليع وموازنتها، وأدى كذلك إلى نقص الضرائب، مما أدّى إلى تقديم الحكومة استقالتها، وتشكلت حكومةٌ أخرى يترأسها مظهر بيك أرسلان في الخامس عشر من آب عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وعشرين، وتلاحقت بعدها الحكومات التي كان آخرها في عهد الإمارة حكومة إبراهيم هاشم الثانية التي تشكّلت في الخامس عشر من أيّار عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسة وأربعين، وبعد هذا التاريخ اعترفت حكومة الانتداب البريطاني باستقلال الأردن في الثاني والعشرين من آذار عام ألفٍ وتسعمئةٍ وستة وأربعين، وتم إطلاق اسم المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وبعد هذا الإعلان تم تشكيل أول حكومة للملكة، حيث كُلّف سمير الرفاعي بتشكيل تلك الحكومة، في الرابع من شباط عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعة وأربعين.