الصرع
هو مرض يصيب الدماغ على شكل تشنجات عصبية، نتيجة لحدوث خلل في نقل الإشارات الكهربائية بين الخلايا العصبية، ولا يعتبر مرضا نفسيا، أو عقليا، بل هو مرض يؤثر بشكل رئيسي على الدماغ، ومن الممكن علاجه باستخدام طرق ووسائل العلاج و دواء المتاحة.
قديما كانت النظرة إلى مريض الصرع بأنه شخص مصاب بالجنون، وتم استخدام وسائل السحر، والشعوذة في علاجه، فقد كان الاعتقاد السائد بين الناس، بأن المصاب بالصرع يعاني من تأثير ونتائج سحري، ومع التطور الطبي تمكن العلماء، والأطباء من اكتشاف أسبابه، وأعراضه، وعلاجه، وتغيير جميع المفاهيم التي كانت سائدة حوله في العصور الماضية، وقاموا بوضع تعريف ومعنى طبي له، وهو: اعتلال بخلايا المخ ينتج عنه موجات كهروكيميائية، تسبب اضطرابا في سلوك الإنسان.
أسبابه
توجد العديد من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالصرع، وأكثر من نصف الحالات التي تعاني منه، لم يحدد لها سبب رئيسي للإصابة فيه، ولكن يعتمد على مجموعة من الأسباب، تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الأطباء، وهي:
- إصابة بالرأس بسبب التعرض لحادث ما.
- نقص بعض العناصر الأساسية في الجسم، مثل: الجلوكوز، والكالسيوم، والأكسجين.
- وجود إعاقة خلقية عند الولادة.
- التهاب أنسجة الدماغ.
- تناول بعض المواد السامة.
- حدوث تشوهات في الدماغ تسبب تشنجات دماغية.
- عدم تقديم الرعاية المناسبة للطفل الرضيع.
- الإصابة بالسكتة الدماغية.
أعراضه
تظهر مجموعة من الأعراض على مريض الصرع، توضح طبيعة حالته المرضية، بناء على النوبة التي تصيبه، ومنها:
- النوبة الجزئية (الثانوية)، وتقسم إلى:
- البسيطة: هي بداية ظهور الصرع على المريض، وتبدأ بسماع هلوسات، أو شعور بضغط بالدماغ، ولا يصاب المريض بفقدان الوعي.
- المعقدة: تتغير حالة المريض الإدراكية، فلا يتمكن من التعرف على الأشياء من حوله، ليفقد الوعي لفترة زمنية، كما تصدر عنه تصرفات عديدة غير محددة، كالتصفيق باليدين، أو إصدار الأصوات.
- النوبة العامة، وتقسم إلى ثلاث نوبات، وهي:
- الخفيفة: يحدق فيها المريض باتجاه معين، ويقوم بحركات غير مفهومة، ويفقد الوعي بشكل مؤقت.
- العضلية: تنتج عنها حركات عنيفة باليدين، والقدمين.
- الارتجاجية: تعتبر أكثر الأنواع صعوبة، يفقد فيها المريض الوعي كليا، ويتصلب جسمه، وتصيبه اهتزازات، ويفقد السيطرة على نفسه.
علاجه
بعد أن يشخص الطبيب حالة الصرع التي يعاني منها المصاب، من خلال الفحص السريري، والتعرف على سلوكه أثناء حدوث نوبة الصرع معه، توصف له أدوية مضادة للتشنجات، وقد يحتاج المريض لاستخدام عدة أنواع من الأدوية والتي تختص بحالات تشنج معينة، وقد يلجأ الطبيب في الحالات المرضية المتقدمة إلى إجراء جراحة للدماغ، للوصول إلى المنطقة التي تعاني من تشنجات في الخلايا.
التعامل مع مريض الصرع
توجد مجموعة من الطرق ووسائل التي يجب اتباعها للتعامل مع مريض الصرع، ومنها:
- حماية المريض أثناء السقوط بعد النوبة، حتى لا يتعرض للأذى.
- إبعاد المريض عن الأشياء الخطيرة أثناء إصابته بالتشنج.
- إصابة المريض بالغيبوبة، حيث يجب تمديده على جانبه حتى يخرج اللعاب من فمه، ليتمكن من التنفس بسهولة.
- عدم الاحتكاك مع المريض، أثناء إصابته بالنوبة حتى لا يعرض نفسه، وغيره للخطر.
- عدم إعطاء المريض دواء أثناء حدوث النوبة عنده، والصبر حتى انتهاء أعراضها.
- إبلاغ الطبيب على الفور لأخذ الإجراءات الطبية المناسبة للمريض.