من أهم الأمور التي ينبغي لكل مسؤول التنبّه لها الظلم، فالظلم يعدّ من أسوأ ما قد يمر على دولة معيّنة أو على مؤسسة معيّنة أو حتّى على بيت معيّن، لأنّ الظلم هو بداية الكارثة وهو الأمر الذي لا يمكن التنبؤ به، مهما كنّا على معرفة بالعواقب الوخيمة التي قد تنتج عنه.
وقد عانت البشريّة جميعها من الظلم في كافّة العصور والأزمنة والأماكن، حيث لم تخلُ أي حضارة من الحضارات من مظاهر الظلم في وقت من الأوقات، فالظلم يتناسب طرديّاً مع انحدار الحضارة وأُفولها، فكلّما ازداد الظلم ازدادت الحضارة انحداراً، وفي أشد الأوقات ظُلمة تظهر بعض الشخصيات التي تضيء درب الناس، فيسيرون خلفاً ليتحرّروا من كل جور وظلم وحيف واستعباد وقع عليهم، فكم كان بود الناس رؤية خروج موسى ببني إسرائيل من مصر، وكم كان بودّ العالم رؤية هجرة محمد - صلّ الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة المنوّرة هو وأصحابه، أو رؤية إبراهيم عليه السلام وهو يتنقّل بين مناطق الأرض هو وقومه. فهؤلاء من الرموز التي أضاءت البشرية، من خلال سعيها وراء تخليص أقوامهم من الظلم الذي لحق بهم.
إقرأ أيضا : كيف تعرف أنك مسحور
من هو فانديتا
في أوائل القرن السابع عشر، كان كتسبي وجاي فوكس قد تحالفاً وتعاوناً على تدمير ملك بريطانيا والبرلمان والتخلّص منهما وبشكل نهائي حتّى تأتي الملكة إليزابيث وتستلم هي دفّة القيادة، وكانت مهمّة فوكس في هذه المؤامرة هي حفر النفق الذي يؤدّي إلى المجلس مباشرة ومن ثم تدميره عن طريق إشعال شعلة الفتيل، إلّا أنّّ مهمّته كانت قد كُشِفت وتم إلقاء القبض عليه ومن ثمّ إعدامه وذلك في العام 1606 من الميلاد. جاي فوكس كان يرتدي قناعاً يدعى قناع و ماسك "فانديتا" ففانيدتا هو جاي فوكس نفسه، وأصبح الخامس من الشهر الحادي عشر هو اليوم معتمد للاحتفال في بريطانيا بفشل فانديتا في مخططّه الذي سعى له. وليلة هذا الاحتفال تُدعى بالبون فاير، ومن هنا أصبح قناع و ماسك فانديتا رمزاً للتحرّر في كافّة دول العالم، وأصبح ّمُلهماً للثوار على الظلم في كل زمان ومكان فقناع و ماسك فانديتا اليوم يتواجد في كل مكان يثور فيه الناس على الظلم والطغيان، فهو مما يعطي الناس القوّة في الأوقات الحالكة. وكلمة فانديتا تعني الانتقام وهي كلمة لها أصول لاتينية.
يُذكر أن فيلم (V for Venedetta) ناقش هذا الموضوع ولكن في إطار مختلف، وقد نال الاستحسان على كافّة المستويات وهو من بطولة هيوغو ويفنج ومن إخراج جيمس مكتيج.
