عبدالله بن أبيّ بن سلول
اسمه عبد الله بن أبيّ بن سلول ابن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الخزرجي من مواليد المدينة المنورة، وهو زعيم وعميد آل سلول عاش قديماً قبل مجيء الإسلام في المدينة المنوّرة وهو شخصيّة من الشخصيّات التي ذكرها التاريخ الإسلاميّ وكان زعيم من زعماء قبيلة الخزرج في يثرب، وبعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة مهاجراً دخل عبدالله بن سلول الإسلام ظاهرياً أمّا باطناً فكان يكفر بالدين الإسلامي وسمّي كبير المنافقين وهو حاقد على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنّه لولا قدوم النبي إلى المدينة كان سيصبح زعيمها وحاكمها.
نبذةٌ عن سيرة عبدالله بن أبي بن سلول
قبل ظهور الإسلام في المدينة المنورة كانت في يثرب قبيلتي الأوس والخزرج وكان بينهم عداوة وحرب تهدأ ثمّ تشتعل وبعد ذلك اتّفق الطرفان على ايقاف الحرب وتنصيب عبدالله بن سلول زعيماً على يثرب ومع قدوم الإسلام ودخول معظم الأوس والخزرج فيه ذهبت فكرة تنصيب ابن سلول زعيماً وحاكماً على المدينة أدراج الرياح وعندها قرر ابن سلول أن يكون منافقاً ويضمر الشر للإسلام.
خطرت له فكرة النفاق عند قدوم الرسول مهاجراً للمدنية المنورة وكان ذلك ضمن اتّفاق مع مشركي قريش على ذلك ليزوّد المشركين بأخبار النبي وصحابته من المهاجرين والأنصار وكانت له عدّة مواقف فيها خزي وعار وخذلان نذكر منها.
موقفه من غزوة أحد
حدثت هذه الغزوة في السنة في السنة الثالثة للهجرة و كان موقف عبدالله بن سلول موقفاً فيه خذلان للمسلمين، عند اقتراب موعد معركة أحد انسحب هو ورجاله ويقدّر عددهم بحوالي ثلاثمئة مقاتل وهو ثلث جيش المسلمين تقريباً معلّلاً سبب ذلك أن الرسول لم ياخذ برايه في المعركة بل أخذ برأي غيره الذين لايعرفون بالحرب وقال مقولةً شهيرة في ذلك الموقف (ما ندري علام نقتلُ أنفسَنَا؟) ونزل في ذلك قوله تعالى: (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) ومن هنا نعرف أنّ ابن سلول زعيم المنافقين قد غدر بالرسول الكريم في هذه المعركة.
وفاته
عند وفاة هذا المنافق طلب ابنه عبدالله من الرسول قميص الرسول ليكفنه فيه فاعطاه الرسول القميص وطلب منه ايضاً أن يصلي عليه فنهض عمر وقال لقد نهاك الله أن تصلي عليه فقال له الرسول بل خيّرني الله في ذلك حيث قال الله تعالى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) وقال سأزيدهُ على السبعين. وبعدها صلى الرسول عليه وبعدها نولت الأية الكريمة (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ) وبعد موت عبدالله بن ابي سلول قلت حركة النفاق في المدينة المنورة.
ابنه عبدالله عبدالله بن سلول
اسمه قبل الإسلام بالحباب بن عبدالله ولكنه لم يُستَحب هذا الاسم بعد دخول الإسلام فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله وكان من الأنصار وكان محباً لنبي الله أما ابوه فكان كبير المنافقين عبدالله بن ابي سلول، اشهر عبدالله السيف بوجه ابيه بعد غزوة بني المصطلق لكن الرسول قال له دعه سيقول الناس أنّ محمداً يقتل أصحابه، كان عبدالله عبدالله بن أبي سلول من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عكس أبيه.