أبو يعرب المرزوقي

أبو يعرب المرزوقي

زخر التاريخ الإنساني بعديد من أنواع المعارف والعلوم التي أنشأها الرجال بعقولهم، فكان من أشهر تلك العلوم علم الفلسفة الذي قام على التأمل في ملكوت الكون والإبحار في عالمه وفي النفس وأسرارها، والالبحث عن الاسباب والحكمة في كل شيء، ولم يستثني تاريخنا الإسلامي نفسه من هذا الجانب، فظهر فيه أيضا عدد كبير من الفلاسفة المؤسسين أمثال الفارابي وابن رشد الحفيد وغيرهم الكثير ممن برعوا في مجالات أخرى بجوار الفلسفة كابن سينا وابن سيار النظام.


ولا يخلو عصرنا الحديث من أمثال هؤلاء الفلاسفة العظماء كأمثال أبو يعرب المرزوقي، وهو فيلسوف تونسي ولد في العام 1947 برومية، وكان يميل إلى البحث في فلسفة وحدة الفكر الإنساني فبرع فيه بنيويا وتاريخيا أشد براعة تظهر في تنظيراته لذلك، مما شهد له عدد من المفكرين والفلاسفة من العرب والغرب دلالة على ذكائه ونبوغه في ذلك المجال.


يعتبره البعض مؤسس الفلسفة العربية الحديثة، إذ لا تناصب الدين العداء بل يقومان معا ببعضهما البعض، واستند في ذلك إلى أن تاريخ البشرية واحد بتركيبته الفلسفية والدينية، فدمج مثلا بين شخصيتين من التاريخ لم يكن من الممكن إيجاد أي تشابه بينهما كابن تيمية وابن خلدون، فالأول ديني بحت والثاني فلسفي بحت، فقال فيهما أن كل واحد منهما لم يكن لينجح دون الآخر فهما سويا قاما بثورة كبيرة أحدهما على المستوى الإصلاحي والآخر على المستوى الإجتماعي، فكانت فلسفته الحديثة تبحث في الوحدة عن طريق قيام كل فرد بوظيفته وترك الآخرين ووظائفهم.


يتبنى أبو يعرب المرزوقي الفكر الإسلامي في مشروعه كأساس ينطلق منه دوما، ولكن يحاول دائما الإبتعاد عن الفكر التقليدي والتراثي للأحداث، بل وآراء علماء العقائد السابقين أو اجتهادات الفقهاء، فهو يعتبر الإجتهاد الديني ليس اجتهاد لفهم النص بل اجتهاد لقراءة التجربة الإنسانية والبناء عليها واكمال المسيرة بأفكار ومعطيات جديدة تقدم البشرية إلى الأمام ولا تعود بها إلى الخلف.


ومن أهم مؤلفاتها التي أدرجها إلى المكتبة العربية، كتاب مفهوم وتعريف ومعنى السببية عند الغزالي، والإجتماع النظري الخلدوني، والأبيستيمولوجيا البديل، وإصلاح العقل في الفلسفة العربية، وآفاق النهضة العربية، والعلاق بين الشعر المطلق والإعجاز القرآني، ووحدة الفكرين الديني والفلسفي، وتجليات الفلسفة العربية، والمفارقات المعرفية والقيمية في فكر ابن خلدون الفلسفي.


وفي نهاية المطاف فإن حياة هذا الفيلسوف زخرت بالعديد العديد من الأفكار الفلسفية حادة الذكاء، ما يحتاجها البشر بشكل عام للوصول إلى درجة عالية من التسالم الروحي والوحدة فيما بينهم، بل لعل أكثر من يحتاجها من الأقوام هم نحن العرب، لما فرقتنا الخلافات حتى على أبسطها وعدم احترامنا لقدرات الآخرين ومهاراتهم غالب الوقت.

ولا تنسى ايضا الاطلاع على : اول من تكلم العربية


لذلك يعد أبو يعرب المرزوقي من أشهر الفلاسفة العرب الذي ظهروا في عصرنا الحديث لما في أفكاره من تميز وحداثة لم يسبقه أحد لها في الشرق أو الغرب.

مشاركة المقال
x

مواضيع قد تهمك

اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل