إن الحرارة لدى الإنسان في جميع مراحل حياته لهي من أشد الأعداء واكثرهم خطورة على حياته، وهي عبارة عن وسيلة دفاعية يتخذها الجسم في حالة الدفاع ضد الأمراض. وفي معظم الأحيان لا يكون ارتفاع درجات الحرارة عند الإنسان أمراً خطيراً، بل يكون مؤشراً على أن الجسم يحارب شيئاً ما دخل إليه، كالجراثيم والفيروسات والبكتيريا، ولكن ليس كل ارتفاع للحرارة هو أمرٌ عادي أيضاً، فهنالك مؤشرات تظهر عى الإنسان؛ أو حد معيَّن لدرجة الحرارة، إذا وصلت إليها حرارة الجسم؛ أصبح الأمر خطيراً وبحاجة إلى المعالجة الفورية. ويكون القلق أكثر والخوف في أوج حالاته عند إصابة الطفل بارتفاع في درجات الحرارة، فالإعتقاد السائد بأن هذا الإرتفاع يؤثر على خلايا المخ؛ مما قد يؤدي – لا سمح الله – إلى تلف في خلايا المخ؛ مُخلِّفاً وراءه عاهة في إحدى الحواس.
إن ارتفاع درجات الحرارة لدى الأطفال؛ هو من الأمور الشائعة، حيث أن النظام المناعي لدي الأطفال مازال ضعيفاً ولم يأخذ خبرة كافية لمحاربة الأمراض التي تصل إليه، فيجب على الأم أن تلاحظ درجة حرارة طفلها في جميع الأوقات وخصوصاً في فترة النوم وليلاً، فهما أكثر الأوقات التي تغفل الأمهات عن تفقد حرارة أطفالها خلالهما، حيث تعتقد الأم أن الطفل إذا كان نائماً؛ فهو مرتاحٌ ومسترخي وخصوصاً خلال فترات الليل، ولكن قد تكمن المشكلة في أن الطفل نائمٌ من شدة الإعياء، وعدم وجود رقابة عليه خلال هذه الفترة؛ مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا تُحمد عُقباها.
كما ذكرنا، فليس كل ارتفاع في درجات الحرارة هو أمر خطير مالم يصل إلى حد معين، فالطفل الذي لم يبلغ من العمر ثلاثة أشهر وتجاوزت درجة حرارته الـ 38 درجة مئوية؛ أو كان ما بين عمر الثلاثة والستة أشهر وارتفعت درجة حرارت لتتجاوز الـ 39 درجة مئوية؛ هُنا يمكن للأم أن تتخذ إجراءات وقائة لخفض درجات حرارة الطفل، أو في بعض الأحيان الشديدة من المرض؛ أن تعمل على السطرة عليها وعدم ارتفاعها لحين وصول الطفل إلى المستشفى. ولا ننصح في اى حال بإعطاء الطفل أي نوعٍ من الأدوية، فالأدوية والتي عادة تكون موصوفة باجتهادٍ شخصي من أحد الأقارب أو كبار السن؛ تكون مبنية على الخبرة في تربية الأطفال وليس على أمورٍ علمية تختص بحالة الطفل، ومن الأدوية ما قد يكون شائع الإستعمال ومعروفاً عند كل الناس؛ ولكننا ننصح بعدم إعطاء الطفل لأي ادوية دون استشارة الطبيب المختص.
يمكن للأم أن تُباشر فور ملاحظتها ارتفاع درجة حرارة طفلها بنزع ملابسه عنه؛ مع الإبقاء على كمية قليلة منها مثل الملابس الداخلية، وعمل كمَّادات بالماء الدافيء وليس البارد، فاستعمال الماء البارد من الأخطاء الشائعة والتي قد تؤثر سلباً على حالة الطفل. ويمكن أن تقوم الأم أيضاً بمسح أطراف الطفل بقطعة قماش مبلَّلة بماء دافيء. ومن أسرع الطرق ووسائل لتخفيض درجات الحرارة، هي فرك بطن الطفل بكمية قليلة من الخل؛ أو وضع الخل مع الماء الدافيء في الكمادات، فالخل يتبخر بسرعة عند تعرضه للهواء، ولكن هذا لا يتم إلا في حالة وجود حرارة إصافية؛ تُساعده على التبخر، فيقوم الخل بامتصاص الحرارة من جسد الطفل وطردها عن طريق التبخر بها. ولكن يجب التنويه على عدم وضع كمية كبيرة من الخل؛ حتى لا يفقد الطفل حرارة بشكل كبير؛ وتبدأ مشكلة جديدة بمحاةل رفع الحرارة لتصل إلى مستواها الطبيعي.