لقد إسترعى إنتباهي موضوع تداولته الصحف الإلكترونية وتعرف ما هو متعلق بإنتشار حالات السّل في الأردن و تحديداً بين اللاجئين السوريين، و ذكر وجود 100 حالة مثبتة التشخيص، 35 منها في مخيم الزّعتري و المناطق المحيطة به، مع توقّع وجود ما يقارب 50 حالة غير مكتشفة في المملكة.
بالنّسبة لي فإنّ أهميّة هذا الموضوع لا تكمن في المرض بحد ذاته إنّما بسبب عبء المرض على الفرد و المجتمع.
مرض السّل هو عبارة عن إلتهاب بكتيري يصيب الجهاز التّنفسي بشكل عام، و في بعض الأحيان قد ينتشر و يصيب أجهزة الجسم الأخرى مثل القلب، الكلى، و العظم و غيرها. و في أغلب الأوقات هو مرض يشفى منه الشخص و في حالات نادرة، مضاعفات المرض قد تؤدّي للوفاة.
تنتقل العدوى من شخص إلى آخر إذا كان المريض مصاب بالسل الرئوي النشط (Active Pulmonary Tuberculosis)، حيث أن الرذاذ الصادر أثناء السعال و العطس يكون محمل ببكتيريا السل النشطة.
من المهم معرفة أن هناك فترة زمنيّة ما بين الإصابة بالمرض و ظهور الأعراض، أيضاً ليس كل من يتعرّض لشخص مصاب يصاب بدوره بالمرض، الغالبيّة العظمى من الأشخاص يتمكّن جهازهم المناعي من محاربته و إحتوائه، و ما يقارب 10% تظهر عليهم الأعراض.
أعراض السل الرئوي:
1. سعال مزمن قد يصل إلى 4 أسابيع.
2. سعال مصحوب بخروج دم مع البلغم (hemoptysis).
3. تعرّق شديد خصوصاً أثناء الليل.
4. إرتفاع الحرارة.
5. فقدان الوزن.
فحص وتشخيص مرض السل يتم بإحدى الطرق ووسائل التالية: 1. إختبار الجلد ( tuberculin skin test ).
2. فحص مسحة من البلغم مجهريا (Sputum Smear).
3. فحص دم.
لن أتطرّق إلى الأنواع الأخرى من مرض السل و لا إلى تفاصيل العلاج. لكن ما يهمّني أن يكون واضح هو الفترة الزمنية الطويلة التي يتطلّبها العلاج و دواء و التي تتراوح ما بين 6 إلى 9 أشهر حسب فحص وتشخيص كل حالة. أيضاً إذا ما كان الشخص مصاب بمرض السل الرّئوي النشط فإنّه يجب أن يوضع في غرفة عزل إلى أن يصبح غير معد و هذا قد يتطلّب فترة زمنيّة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع.
لهذا السبب، طول فترة العلاج و دواء و الحاجة في أغلب الحالات لعزل المريض، أرى أنّه موضوع بالغ الأهميّة ذو عبء كبير على الفرد و المجتمع و لا يجب المرور به مرور الكرام إنّما يجب التّعامل معه بكل جدّية.
الدكتورة نسرين وجدي السلايطة