يعيش العديد من الناس على رواتبهم فقط، وبذلك لا يكون لهم أي مصدر دخل إضافي، وهم أكثرية الناس في هذه الأيام، فالأحوال الاقتصادية صعبة في العديد من بلدان العالم خاصة في البلاد التي يتدنى فيها دخل الفرد، لهذا فهؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى أن يعرفوا كيف سينفقون هذا الراتب ويخرجون من مآزقهم المالية إلى بر الأمان الذي ينجيهم وينجي عائلاتهم وينجي كل من يعيلونه هؤلاء الأفراد.
قبل البدء في التفصيل في هذا الموضوع، يجدر التنويه إلى نقطة معينة، وهي أن مقدار الدخل يتوجب أن يتناسب مع مقدار الالتزامات المترتبة على هذا الشخص، فإن كانت الإيرادات أقل من المصاريف والالتزامات فهذا سيوقع الإنسان في مشكلة وحرج كبيرين، لهذا السبب فإنه يتوجب ان يسعى الإنسان جاهداً إلى زيادة دخله، وأن لا يدخر في ذلك أي جهد، لهذا ومن هنا فإنه يلزم أن يكون هناك الهمة والعزيمة الضروريتين واللازمتين لأن يتجاوز الإنسان محنته وضائقته المالية بنجاح وصبر.
إقرأ أيضا : طريقة إدارة ميزانية الأسرة
حتى يستطيع الإنسان أن يصل إلى درجة يستطيع فيها توزيع راتبه وإنفاقه بتدبير وحرص شديدين، فإنه ينبغي وعند استلام الراتب يجب أولاً أن يتم تجميع كافة رواتب العائلة خاصة إن كان هناك العديد من الالتزامات العائلية الكثيرة والمتعددة، ثم يتم تحديد كافة المسؤوليات والالتزامات الأساسية والتي تتضمن الفواتير سواء الكهرباء أو المياه أو الهواتف بالإضافة إلى أي دَين ينبغي سداده أو أجرة البيت إن وجدت أو أي قسط التزم به سواء لقرض أو لشيء اشتراه، كل هذه الأمور لها الأولوية القصوى، فتراكمها دون سدادها يسبب العديد من المشاكل وعيوب للإنسان، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى السجن في حال تراكمها خاصة الديون أو أنها قد تؤدي إلى ضياع واحدة من الممتلكات التي يمتلكها الإنسان خاصة إن كانت هذه الممتلكات مرهونة لبنك بسبب قرض معين.
بعد ذلك ومما يتبقى من المبلغ يجب أن يتم وضع جزء منه للادخار ثم يوزع ما تبقى بعد الادخار بحسب احتياجات أفراد الأسرة، فكل فرد من أفراد الأسرة له احتياجاته الخاصة به، وهذه الاحتياجات تختلف من شخص لآخر، ثم وبعد ذلك يتم إنفاق ما تبقى من المبلغ على المصروفات المشتركة لأفراد العائلة كالمأكل والمشرب والمصروف اليومي لهم جميعاً. ومن هنا نلاحظ أنه وبعد أن يتم تسديد كامل الأولويات ينبغي أن يتم وضع مبلغ الادخار وقبل كل شيء، وإن لم يكن هناك أولويات سوى فواتير المياه والكهرباء، فينبغي أن يرتقي الادخار إلى رتبة الأولويات، لأنه هام جداً وضروري فالإنسان لا يعرف متى سيحتاج إلى المال.
