الأبوان والوالدان هما أغلى الناس على قلب كل إنسان، هذه هي الحالة الطبيعية، وهي الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، ومن هنا فمن المفترض ان يكون لهما معاملة خاصة دوناً عن كل البشر، وذلك لأهميتهما بالنسبة للإنسان وللحيز الذي يشغلانه في قلبه سواء كان رجلاً أم امرأة، و من هنا يتوجب على كل إنسان أن يعمل على هذا الموضوع، وأن يضع نصب عينيه، ان رضاهما ثاني اهم شئ بعد رضا الله تعالى، فلتذهب كل كنوز الدنيا ويبقى الأبوان، فهما النور الذي يضئ في حياة الإنسان وهما الراحة بعد التعب وهما الفرح بعد الغم وهما الاطمئنان بعد الخوف وهما كل شئ.
من هذا المنطلق ومن شدة ما عانى الأبوان في حياتهما من أجل أبنائهم وفلذات أكبادهم، فقد أوجب الله تعالى لهم حقوقاً مضاعفة، وجرَّم كل من يؤذيهما وكل من يتفوه بأي لفظ يزعجهما وكل من لا يحترمهما وكل من يستهزئ بهما وكل من لا يحترم مشاعرهما وكل من لا يقدر ما بذلاه من أجله و كل من حسب حساباً للناس أكثر من الحساب الذي حسبه لهما، كل هؤلاء الناس مجرمون عند الله ولهم العذاب الشديد، فقد شددت الأديان السماوية على الحفاظ على الوالدان وضرورة طاعتهما، و أن يبتعد عن معصيتهما، فهذه الأمور هي من الامور التي تغضب الله تعالى غضباً شديداً وتوجب عقابه الشديد لهذا العاق، والنصوص التي تحث على طاعتهما كثيرة جداُ، و أكثر من أن تعد أو أن تحصى، لهذا فالإنسان يجب أن يحرص كل الحرص عليهما نظراً لخطورة هذا الأمر على حياته كلها في الدنيا والآخرة.
إقرأ أيضا : ما هو سبب عقوق الوالدين
من احسن وأفضل أعمال البر، هي أن يتفقد الإنسان أبواه يومياً، صباحاً ومساءً زيارة وبالهاتف، فهذا من أشد ما يسعدهما، كما أنّه مما يسعد الأبوان أن يتباهى بهما الإنسان امام الناس، فهما ليسا صفراً لا قيمة له بل إن القيمة نفسها لا قيمة لها بدون الأبوان، كما يجب على الإنسان ان يفعل كل ما يحبانه، و ان ينفق عنهما و يعمل على إسعادهما في كل صغيرة و كبيرة، و أن لا يؤذيهما و أن لا يجرح مشاعرهما و أن يكون لهم صديقاً و أن يرعاهم في كبرهم و أن يهتم بكل ما يهتمان به فإن فعل الإنسان كل هذه الامور كان أبعد ما يكون عن العقوق وأقرب ما يكون إلى البر بهما.
