من سُنن الله سبحانه وتعالى في خلقه أنْ جعل الليل للنّوم والرَّاحة والسكينة، ولذلك جعل صلاة قيام الليل من احسن وأفضل الصلوات بعد الصلاة المكتوبة كما روى ذلك أهل السُّنن أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئل:أي الصلاة احسن وأفضل بعد المكتوبة؟ قال:"الصلاة جوف الليل"؛ لما فيها من ترك لذة النوم والراحة والقيام للصلاة والاستعداد لها بالوضوء في مختلف فصول السنة؛ من أجل التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى والحصول على رضاه؛ فالليل أقرب الأوقات إلى الله وأقرب إلى الإخلاص في العبادة؛ فالناس في غفلة النوم وفي هدأة الليل وعتمته.
وصلاة القيام داوم عليها الصالحون من الأمم السابقة لما فيها من المقربة من الله وتكفير السيئات والآثام التي يقترفها المرء في نهاره، وهي أيضًا سببٌ للنّهي عن الإثم والمعاصي. لذلك استحقّ القائمون للصلاة في جوف الليل المديح والثناء من الله عليهم في مُحكم التنزيل قال تعالى:"إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون".
أحكام قيام الليل وعدد ركعاته
- التنفل بالصلاة أمرٌ مستحبٌ في معظم الأوقات، وأفضلها ما يُعرف بصلاة داود عليه السَّلام؛ حيث كان ينام نصف الليل ويقوم ثُلثه وهو الوقت الذي ينزل فيه الله جل جلاله نزولًا يليق بعظمته إلى السماء الدُّنيا فيقول:"هل من سائلٍ فأعطيه".
- وقت قيام الليل من المغرب حتى طلوع الفجر، وتُعتبر النافلة بين العشائين من قيام الليل، ولكن الاحسن وأفضل تأخير القيام حتى آخر الليل.
- يجب على المسلم تبييت النِّية لقيام الليل قبل نومه.
- من آداب قيام الليل عند الاستيقاظ أنْ يذكر الله بما يشاء من الأدعية المأثورة.
- يبدأ المسلم قيام الليل بركعتين خفيفتين، فعن أبي هريرة:"إذا قام أحدكم من الليل؛ فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين".
- صلاة قيام الليل تُصلى مثنى- أي كل ركعتين معًّا بتشهدٍ وتسليمٍ عقِب الركعة الثانية.
- يُصلي المسلم لقيام الليل ما يشاء من عدد الركعات حسب قُدرته وطاقته على أنْ يُطيل القيام والرُّكوع والسُّجود.
- يُفضل في قيام الليل ما يلي:
- أنْ يكون في البيت؛ فهو احسن وأفضل صلاةٍ للمرء عدا الصلاة المكتوبة فمكانها الاحسن وأفضل في المسجد مع الجماعة.
- أنْ يُؤديها المسلم قائمًا وليس قاعدًا إلا لعذرٍ؛ فالقاعد له نصف أجر القائم أمّا إنْ صلّاها قاعدًا لعذرٍ فله أجر القائم.
- أنْ يختم الصلاة بالوتر؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل آخر صلاته بالليل وترًا.
- إذا نام عن قيام الليل؛ فيستحب أن يقضيه قبل الظُّهر ويُحسب له أجر قيام الليل.
