صلاة الوتر من الصلوات التي يصليها المسلم في أوقات الليل، والتي يكون وقتها بالتحديد بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر أي بعد الأذان الثاني لصلاة الفجر، مع عدم تحديد عدد ركعات صلاة الوتر حيث من الممكن أن يصلي المسلم ركعة واحدة، أو ثلاث ركعات، أو خمس ركعات، أو أكثر، وذلك يعود لرغبة المصلي بشرط أن يكون عدد ركعات صلاة الوتر فردياً، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على استحسان أداء صلاة الوتر في وقت السحر أي بعد صلاة العشاء حيث قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (من خاف ان لا يقوم آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل)، وتأتي الحكمة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم هذا بأنّ الشخص قد ينام وتفوته صلاة الوتر ولا يصليها وبالتالي يضيع أجرها، لذلك إذا شعر المصلي بأنّ النوم سيغلبه جاز له أن يصلي صلاة الوتر في اى وقت بعد صلاة العشاء كي لا تفوته الصلاة، أمّا إذا كان الشخص متاكداً من أنه سيؤدي صلاة الوتر حتّى لو في وقت متأخر فيجوز له أن يصليها قبل أن يؤذّن المؤذِّن الأذان الثاني لصلاة الفجر، وهذا هو الاحسن وأفضل حسب ما ورد عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم احسن وأفضل تسليماً.
إن صلاة الوتر من الصلوات النافلة التي اختلف العلماء المسلمين في حكم مشروعيتها، ففي المذهب الحنفي ورد أنّ حكم مشروعية صلاة الوتر واجب على كل مسلم ومسلمة، بينما ورد عن العديد من العلماء الآخرين أنّ حكم مشروعية صلاة الوتر سنّة مؤكدة، وكما ذكرنا سابقاً يجب أن تكون عدد ركعات صلاة الوتر عدداً فرديّاً أقلّه ركعة واحدة تختم شفعاً من الصلاة قبلها، وأكثرها إحدى عشرة ركعة، حيث لا يجب أن تزيد عن ذلك.
إقرأ أيضا : ما فضل صلاة الوتر
أمّا بالنسبة للمذهب الحنفي الذي أكّد أن صلاة الوتر هي صلاة واجبة، فإنّه استدل على ذلك من خلال أقوال عديدة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في السنة النبوية الشريفة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الوتر حق فمن لم بوتر فليس منا)، وبالتالي اعتبرها الإمام الحنفي واجبة على كل مسلم ومسلمة، وهناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في السنة تدل على أنّ صلاة الوتر هي صلاة مؤقتة ويجوز قضاؤها، أمّا جماهير العلماء الذين قالوا بأنّ صلاة الوتر هي سنّة مؤكدة وليست واجبة، فكان ذلك عن طريق استدلالهم بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تدل على ذلك، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن ما فرض عليه في اليوم والليلة قال: خمس صلوات فقال : هل عليّ غيرها؟ فقال صلى الله عليه وسلم : لا إلا أن تطوع شيئاً.
