النفط، محرّك الحياة وعصب التقدّم والحضارة، فهو له دور أساسيّ ومهمّ في حياة الإنسان الحديث، لأنّه يدخل كعامل أساسيّ في كلّ شيء يستخدمه الإنسان مثل غذائه، وملبسه، ومسكنه، وباختصار كل جوانب حياته، وقبل اكتشاف النفط كان الإنسان يعيش حياة بدائية خالية من أي نوع من التطوّر، يستخدم الأدوات البدائية في حياته اليومية ولم يحدث أي تسارع في التقدم بتلك الإمكانيات الضعيفة، فاكتشاف النار لا يعدّ نقلة نوعية في حياة الإنسان مقارنة مثلاً باكتشاف النفط، وما نتج عنه من سلسلة التطوّرات المتتابعة التي كان أصلها قطرات الذهب الأسود، وفي هذا المقال سأعرض ماهوالنفط وكيف تشكل، وكيف أستطاع الإنسان الحصول عليه واستخراجه.
تشكل النفط
النفط: هو سائل لزج أسود اللون له رائحة كريهة، ويستخرج من باطن الأرض ونستخرج منه العديد من المواد المفيدة في حياتنا، أمّا عن نشأة النفط فلقد عاشت منذ ملايين السنين في مياه البحار والمحيطات كائنات حيّة تسمّى العوالق وهي عندما تموت تتراكم في قاع البحار وتدفن بالرواسب والطين، وبعد مرور زمن طويل وحدوث ضغط كبير عليها تنتج حرارة عالية وتتحوّل الى نفط، فأصل النفط مخلوقات حية نباتية وحيوانية دقيقة تعيش في البحار، وتأتي الرواسب من الطين والرمل الى البحار عن طريق الأنهار والتي تحملها من اليابسة حتى تلقيها في البحار.
هناك نظرية أخرى تقول أنّ موت الديناصورات والحيوانات التي عاشت منذ ملايين السنين على الأرض ودفنها تحت طبقات الأرض عبر القرون المتتابعة، شكل ضغطاً وحرارة كبيرين، محولاً أجساد تلك الحيونات لسائل لزج استقر في باطن الأرض يدعى النفط، بعد أن يتكون السائل اللزج يبدأ بالانتقال من الأماكن الأكثر ضغطاً الى بحثاً على الأماكن الأقلّ ضغطاً، إلى أن يصادفها عائق فتتجمع بها مكونة آبار النفط.
إقرأ أيضا : من إكتشف النفط
استخراج النفط ومراحل التنقيب عنه
إن عملية التنقيب عن النفط تحدث في البحار واليابسة، وذلك نظراً لأهمية وفائدة النفط والحاجة إليه، وتبدأ عملية التنقيب بدراسة طبقات الصخور والالبحث عن مكامن النفط، ومن ثم تحديد الموضع المناسب لبدء عملية الحفر واستخراج النفط، حيث يتمّ نصب نصب أجهزة النفط والآلآت الخاصة بعملية الحفر أو مايسمى ببرج النفط، وعند استخراج النفط من باطن الأرض يكون غير صالح للاستعمال؛ لأنه خليط من مجموعة من المواد وفي هذه المرحلة يسمى بالنفط الخام، ولكي نستطيع أن نستفيد من النفط لا بد من فصل مكوّناته عن بعضها البعض وذلك بتسخين النفط الخام في أبراج التكرير لدرجات عالية فتبدأ مكوناته بالتبخّر، وتنفصل عن بعضها البعض منتجة عدّة مواد منها: البنزين، والديزل، والكيروسين، والإسفلت، والشحم، وغاز الطهي، والكبريت.
